همس الحقيقة
يتمتع منتخبنا الوطني السعودي بمكانة خاصة في قلوبنا، نتباهى ونفخر بشعاره وعلمه الخفاق المزيّن بكلمة “لا إله إلا الله محمد رسول الله”. بالرغم من الأزمات والإخفاقات التي مرّ بها، والتي أتعبت قلوب محبيه، وعلى الرغم من كل الهمز والغمز والردح والقدح، والآراء النقدية التي طالت جميع من له ارتباط عملي إداريًا وفنيًا بالمنتخب، فإنني على يقين تام وثقة لا حدود لها أن الأخضر السعودي، مهما تغيرت الأسماء والمراكز، يظل محورًا للفوز دائمًا بفضل قربكم منه ودعمكم المستمر في السراء والضراء.
هذا هو الفوز الحقيقي، المتوهج بآمال وطموحات لا تمل ولا تكل ولا يصيبها اليأس والإحباط، تنبض بمعانيها الصادقة المشاعر الدافئة المخلصة، لتنطلق منها لحظات البهجة وأصوات تغني وتهتف وتغازل الفرح، وتئن أحيانًا عبر آهات قهر ودمعة حزن، تغطيها شمس مشرقة وأغنية تعود إلى ذاكرتنا مع الفنان المتألق طلال سلامة يغني “الله ها الله يا منتخبنا إن شاء الله تحقق أملنا”.
أحسب أننا اليوم، ونحن أمام شاشة التلفاز، وقبل أن تنطلق صافرة الحكم لمواجهة منتخبنا ضد المنتخب الأسترالي، نسترجع ذكريات من الماضي الجميل تنبش ما بقي منه واستقر فيها من أهداف هزت قلوبنا قبل أن تهز شباك الخصوم، وكان لنا مع الفرح موعد وأي موعد لم ننسه، مع هدف جلاد الحراس ماجد عبدالله في الصين، وأحمد جميل في إيران، وفؤاد أنور في المغرب، وسعيد العويران في بلجيكا، وصالح الشهري هدف التعادل في الأرجنتين، وسالم الدوسري هدف الفوز. أما هدف فهد المولد “شفاه الله وخفف عنه مصابنا ومصابه”، فهدفه الغالي في شباك المنتخب الياباني اهتز له منصة الجوهرة ومدرجاتها احتفالًا بالتأهل لنهائيات كأس العالم.
الفوز اليوم على استراليا ومنتخب إندونيسيا وبقية مباريات المرحلة الثانية من التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم بإذن الله سيتحقق بجيل الخبرة وروح الشباب الذي يدرك مسؤوليته الوطنية، ومدرب يعي معنى إعادة الثقة في قدراته. نعم، الأخضر فائز دائمًا من منظور “تفائلوا بالخير تجدوه”.