طلاليات
في صحافتنا الورقية، أتذكر التنافس الشديد على الخبر ومن يفوز بقصب السبق ليخرج بمادة دسمة ومفيدة ومشوقة. كنا نقول إن الصحافة هي “السلطة الرابعة”، وكان التنافس يدور بين الصحفيين المهرة واللبقين القادرين على تقديم أخبار تتصدر الصفحة الأولى أو الأخيرة في كل صحيفة، وكان هذا التنافس يسعى لإنتاج مادة مفيدة.
كنا نسعى من خلال المواد الصحفية إلى لفت انتباه المسؤولين لخدمة المواطن بما يعود عليه بالنفع. كان السباق محتدماً حول من يستطيع طرح قضية تهم الوطن والمواطن، ورغم ذلك كانت الحميمية موجودة بين الصحفيين رغم التنافس الشديد.
أتذكر أن لكل صحفي طريقة خاصة في طرح مادته الإخبارية، وكنا نعتبر السرعة في نقل الخبر هاجساً يحركنا، خاصة أن صعوبة التواصل في ذلك الوقت كانت تعرقل وصول الخبر بسرعة. أذكر مواقف عديدة، حيث كان الصحفي الذي تُطبع صحيفته في مكة أو جدة يضطر للتوجه بنفسه إلى المركز الرئيسي ليضمن وصول مادته المهمة، آملاً أن يفوز بسبقٍ صحفي يبرز خبراً لم تصل إليه أي صحيفة أخرى. ورغم التوجيهات والانتقادات من المسؤولين التي تتساءل: “لماذا لم نحصل على هذا الخبر؟”، كنا نهنئ من يسبق، لكن نحاول أيضاً استغلال المادة المنشورة بطريقتنا، للاستفادة من خلفيات الخبر المنشور في صحيفة أخرى.
وللحديث بقية.