ينطوي التاريخ القديم على علاقات خفية بين المجوس واليهود، قائمة على النفاق والمصالح الذاتية والسعي لتدمير الآخرين عبر دسائس ومكائد يصعب كشفها. ويبدو أن هذا النمط يتجلى اليوم في “الحرب الوهمية” الدائرة بين إيران وإسرائيل، والتي يمكن تسميتها بـ “حرب الأصدقاء”. ففي كل مرة تتجدد فيها المناوشات العسكرية بين الطرفين، تتضح أهداف هذه الحرب في تأجيج المنطقة العربية وتوسيع رقعة الصراع لتحقيق مصالح الطرفين، من خلال بسط النفوذ والسيطرة ونهب الموارد الاقتصادية.
تستند هذه الحرب إلى توافقات سرية واقتسام للمكاسب، في حين يظهر الطرفان علناً كخصمين لتحقيق إيهام بوجود صراع حقيقي. ويدفع ثمن هذا الصراع الوهمي المدنيون في مناطق وبلدان متفق على استهدافها، حيث تتخذ إسرائيل من حزب الله حجة لممارسة تعسفها العسكري ضد لبنان وفلسطين، بالتنسيق مع إيران ووكلائها في المنطقة العربية. وتُستخدم هذه الحروب الوهمية لزعزعة استقرار البلدان العربية واستغلال مواردها.
وتكشف تصريحات الطرفين، عند تحليلها، عن لغة تهديد ظاهرية هشة، فيما يقع التنفيذ الفعلي على منشآت ومناطق مدنية، مستهدفاً البنى التحتية للدول العربية، مما يعكس عداءً تاريخيًا مشتركًا للعرب والمسلمين، كما جاء في قوله تعالى: “لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا.”
وبرغم التزام الدول العربية بالحياد ونبذ الحروب، تسعى أجندات إيران وإسرائيل لإقحام بعض الدول العربية في هذا الصراع عبر خطط غير معلنة، انطلاقاً من إيمان الطرفين بأن الحروب تضعف الدول وتتيح لهما تحقيق مصالحهما.
لذا يتوجب على المجتمع الدولي إدراك خطر الاتفاقات الإيرانية الإسرائيلية السرية وتداعياتها على السلام العالمي، والعمل سريعاً لوقف هذه المناورات العسكرية التي تتجاوز القانون الدولي واتفاقيات الأمم المتحدة، وتنشر الفوضى والدمار في المنطقة وحول العالم.