“إن الحياة الإبداعية هي حياة معززة. إنها حياة أكبر، حياة أسعد، حياة موسعة، وحياة أكثر إثارة للاهتمام.”
– إليزابيث جيلبرت
الإبداع كرؤية يعد محط التحام ذات مبدعة بكيانات تصونه وتحتضنه وتصدّره بأدواتها للعالم،
والجهد الأكاديمي الذي نشهده اليوم ببنائه المرتكز على التحفيز والتطوير والتغيير والتجربة يجسد صورة مشرّفة لذلك الالتحام، ويُخلّق بوابة من التمكين تضيف للذات وللمكان وللعالم…
وإننا وعلى وجه الخصوص، نشهد جهود أكاديمية في جامعاتنا وخاصةً كليات الاتصال والإعلام كونها رافدًا من روافد الإبداع والتميز الذي يجنّد الإبداع ويثمّن مكانة الموهبة ويُمرر أدوات التطوير التي تصقل المهارة وتقدم للمجتمع نموذجًا مبدعًا، ومبادرات نلتمس جمالياتها على الواقع، تباعًا لمكانة الإعلام وأهميته وأهمية تأسيسه وتصديره في مخرجات الطلبة..
يوفر المناخ الأكاديمي في كلية الاتصال والإعلام
بيئة ملائمة لنوعية التعليم القائم على التطبيق في مجالات الإعلام المختلفة، نقدًا، وسردًا، وتحليلًا، وتصميمًا، كما أنها أرست قواعد للإبداع من خلال السماح للطلبة بالمشاركة في ورش العمل، في الملتقيات، في المؤتمرات، في المعارض، في الحملات،
من خلال تصويرها، والكتابة عنها، وتطبيقها،
ومكّنت من التجربة الحية في مجال كتابة الأفلام وتصويرها ونقدها مما سمح للطلبة بالتطور والتمكن والإجادة والمنافسة في سوق العمل.
وقد أثمرت كل هذه المثابرة الأكاديمية نتائج مميزة ظهرت في أعمال الطلبة في جميع المجالات، نشهدها اليوم على أرض الواقع..
وتعد الجهود التي تبذلها كلية الاتصال والإعلام بجامعة الملك عبد العزيز في رعاية الإبداع وتعزيزه لدى الطلبة المبدعين نموذجًا مشرفًا للمثابرة الأكاديمية والقيادة الداعمة للإبداع والتميز،
وفي إطار مساعيها تتأهب جامعة الملك عبد العزيز، ممثلة بكلية الاتصال والإعلام، اليوم لانطلاق مهرجان الأفلام الطلابية للمرة الثانية، بإمكانيات أرحب، ومشاركات أكثر تنوعًا وحِرفية، تشهد فيها الساحة إبداع الطلبة، بتحفيز من الأكاديميين وحضور للمؤثرين، في سبيل ترقية الإبداع وتقديرًا لتميز طلابها،
وقد انعكست هذه العناية على حماسة الطلبة بتجويد أعمالهم والمثابرة للتميز، والمشاركة الفعالة في المهرجان والتقدم بثقة في كل ميدان.
وتشير هذه المشاركات المبدعة لوجود أرضية حقيقية للإبداع تبني المهارة، تحفّز على تطويرها، تفتح آفاقًا لتنميتها ورعايتها، تحتضنها حتى تشهدها الميادين، فهذه الجهود لا تتوقف عند تعليم الإبداع وتمريره، بل تتصعد لتشهده كتجارب تطبيقية في المشهد الإعلامي.
تشجع قيادة كلية الاتصال والإعلام في جامعة المؤسس على الإبداع في كل ممارساتها مع الطلبة، ويعد التميز تحديًا تؤكد على السعي نحوه كل شخصية أكاديمية أوكلت لها القيادة مهمة احتضان الإبداع وترقيته،
وحين نذكر الإبداع ونحفز عليه ونقوم بتدريسه وتطبيقه، فإننا نرى مثال حي مُشرّف في هذه النخب الأكاديمية التي تقود الإعلام بجميع تخصصاته، الأمر الذي يجعل الطلبة تتفاعل مع رؤيةً الإبداع، وتسعى لصقله وتهذيبه ومحاولة تحديد هويته.
نشيد ونفخر اليوم بالتوجيهات الأكاديمية في مضمار كلية الاتصال والإعلام، ونتلمس التطور في الممارسات الطُلابية التي تنقّلت من التلقي للتجربة، بإشراف أكاديمي، وإرشاد شخصي جعل الطلبة تتبنّى رؤية خلّاقة وزوايا تفكير فريدة، ولمسات مبدعة نشهدها اليوم في التنافس المبهر على جائزة الأفلام الطلابية، بالمشاركة في الأفلام وصناعة السينما، وفي كتابة المحتوى والتصوير والتنظيم والتوثيق والحضور الفعال في أيّما منصة، بمستوى راقي جدًا يتسم بالاحترافية والابتكار،
هذه الطاقة الإبداعية لم نكن لنشهد سموّها في الواقع، لولا الرؤية الأكاديمية التي سخرت جهودها لنقلة نوعية يشهدها طلبة كلية الاتصال والإعلام اليوم..
تتردد في ذهني كلمات وكيلة كلية الاتصال والإعلام بجامعة الملك عبد العزيز، الدكتورة ميسون السباعي، أثناء لقاء لها مع الطلبة: “فكروا خارج الكتب” هذه العبارة تجسد روح تقبل التغيير، وتسمح بالتعبير وتحفز على التجربة، وتعطي الطلبة جرأة التطبيق، بغض النظر عن النتائج، كما أن عميد كلية الاتصال والإعلام د. أيمن با جنيد يمثل قدوة حقيقية للطلبة، فهو يسعى دائمًا لاحتوائهم ودعمهم لتحقيق أحلامهم وتوفير الإمكانيات اللازمة لترقيتهم في ميدان الإبداع، مؤكدًا أن الطلبة هم قلب هذا الإبداع ومحركه وأن كلية الاتصال والإعلام كانت ولا تزال رافداً لصناعة الإعلام في المملكة وستظل حاضنة وراعية للمواهب الشابة..
وها نحن اليوم نشهد ثمار هذا الدعم الأكاديمي في مهرجان الأفلام الطلابية بنسخته الثانية، من خلال حماسة المشاركين، وتألُق المشاركات، وترقب الجميع لهذا الحدث المبدع.