عام

الإختناقات المرورية .. حلولٌ بين الزمان والمكان

أصبحت الإختناقات المرورية واقعًا وهاجسًا يؤرق الحياة المجتمعية في معظم المدن الرئيسية حول العالم ، وباتت تتفاقم خلفه كثيرًا من المخاطر والأزمات ، وأصبح الوضع معها يمثل تحديًا متناميًا يهدد سلامة وأمان تلك المجتمعات وينذر بمزيد من التعقيدات الأمنية والإجتماعية .

إن معظم الحلول المطروحة عالميًا تبدو مكلفةً جدًا لتعلقها بتطوير البنى التحتية الذي يلعب فيه المكان والزمان أثرًا واضحًا في تأخر وتعقيد الحلول الآنية ، وبما أن مشكلة الإختناقات المرورية تتعلق بالمكان فربما يكون في الزمان مخرجًا وحلحلةً لتلك المعضلة ، وذلك بالتحكم في التوقيت الحركي لتلك المجتمعات التي تئن من وطأة تلك الإختناقات عبر تظافر كل الجهود الرسمية وغير الرسمية لبلورة نمط حياةٍ اجتماعيةٍ تتأقلم وتتعايش مع ظروفٍ زمانيةٍ جديدة بعيدةً عن تعقيداتها المرورية ..

إن تلك المشكلة تعتمد في فهمها ومحاولة إيجاد الحلول لها على ثقافة تلك المجتمعات الواقعة تحت رحمة تلك الإختناقات و كلما زاد وعيها ازداد قربها من التعايش الأمثل وتبلورت معها الحلول الواقعية .

إن مواجهة عبء تلك الاختناقات والازدحامات المرورية يقع كثيرًا مع الأسف على كاهل إدارات وشرط المرور فقط دون أدنى مشاركة مجتمعية ملحوظة من الجهات ذات الأنشطة المفاقمة لتلك الإختناقات أو المؤثرة في زوالها .

إن في مجتمعنا هذا كثيرًا من الجهات العامة والخاصة بكافة مجالاتها وأنشطتها ما يُمكِّنها من أن تلعب دورًا مؤثرًا ومُنَسقًا في الحد من هذه الإختناقات المرورية تحت بوتقةٍ تنظيميةٍ تتناغم في تنسيق الجهود وضبط الآليات.

إن العمل على تباين واختلاف أوقات الذروة في بداية ونهاية الدوام للجهات الحكومية ، وخاصة التعليمية والقطاع الخاص داخل المدينة الواحدة يعطي مجالًا ملموسًا وواضحًا في حلحلة وانسيابية حركة السير ، تتوارى معه الإختناقات والإزدحامات المرورية ، وتزداد تلك الإنسيابية مرونةً وتنظيمًا عندما يكون ذلك التباين والإختلاف أيضًا داخل الجهة أو القطاع نفسه ..

‏ ولتفادي الإختناقات والإزدحامات المرورية:
يجب جدولة حركة كافة المركبات الخدمية الخاصة بكل أحجامها ، بحيث لا تتعارض مع ذروة الحركة المدرسية والوظائف الحكومية .. وهذا سيحدث فارقًا ملحوظًا في خلخلة وانسيابية الحركة المرورية داخل المدن المزدحمة .

ولا يمكن مواجهة تلك التحديات المرورية عبر جهود وسيطرة إدارات المرور دون التكاتف المسؤول من الجميع دون استثناء، وأن تبقى نظرة الحل مجتمعية شمولية ذات أبعادٍ وطنيةٍ صادقة.

أحمد عبدالله الشهري

مهتم بالأمن والسلامة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى