عام

فكر الهلال ومال النصر

• المال في الرياضة قرين الفكر، فهما صنوان لا يفترقان من حيث الأهمية والتأثير وتحقيق المستهدفات والأهداف المرسومة، سواءٌ تلك المتعلقة بإنجاح العمل الإداري والاستثماري أو بتلك الأخرى المعنية بالفوز بالبطولات واعتلاء المنصات.
• في مجال رياضتنا دائمًا ما نطرح السؤال عن المال والفكر وأيهما الأكثر أهمية، على اعتبار أن هناك فجوة وتناقضات واضحة في بعض الأندية الكبيرة التي رغم أنها حظيت بدعم المال ووفرته، إلاّ أنها لم تنجح وأخفقت وسارت في الاتجاه المعاكس لتلك الأرقام المالية المهولة، حيث كان العمل ضعيف والحصيلة صفرية، ولعل النصر هنا خير من يمكن لنا الاستدلال به كنموذج لهذه الصورة النمطية.
• لو استثنيت الهلال سنجد الفكر الإداري الذي يحيط بأغلب الأندية وفي مقدمتها النصر لا يرقى ولا ينسجم ولا يتماثل مع جانب المال، وهذا في اعتقادي ما كان له أثرًا سلبيًا واضحًا في ميزان الحصيلة النهائية.
• الهلال يتفرد ويحتكر ويضاعف غلته، والبقية كالعادة منافسة محتدمة ولكن على المركز الثاني، والسبب أن الفكر لم يصل درجة التكامل مع المال، بمعنى قوة مال وضعف إدارة.
• قضية كهذه ينبغي على الإعلام الرياضي أن يسلط الضوء عليها حتى نصل في نهاية الأمر إلى معالجة سريعة وحلول مفيدة أولًا للأندية التي عانت من ضعف المسؤولية الإدارية، وثانيًا لخزائنها التي لا تزال تمارس الهدر المالي في صفقات نوعية تم الزج بها في بيئة عمل شاغرة إداريًا ومحبطة نتائجيًا، وعندما أقول هي شاغرة إداريًا ومحبطة نتائجيًا فالقصد أن الأسماء الإدارية التي نراها ونلحظها اليوم هي امتداد لسابقاتها مجرد سد فراغ وتضخيم أرصدة وهامش أضر بالأندية ولم يجلب لها المنفعة.
• نعيد ونكرر المطالبة بتحسين الوضع الإداري ليتماثل مع المالي لإنجاح العمل، لأن الغاية المنشودة من اعتماد وضخ مليارات الريالات على هذه الأندية هي النجاح، والنجاح هنا لن يتحقق في ظل مجاملة هذه الإدارات وغض الطرف عن سوء الأسلوب والطريقة التي تدير بها دفة العمل.
• ليست المشكلة في مَن يعمل بل المشكلة في فكر من يعمل.
• ليست المشكلة في أن يكون الإداري التنفيذي سعوديًا أو بريطانيًا أو حتى من كوكب زحل، المهم أن نجد المخرجات الصحيحة التي تجلب النجاح المنشود لدورينا ولأنديتنا وللمشروع الكبير الذي يحيط بحاضرها ومستقبلها.
• علينا معرفة سر هذا الاحتكار الذي يمارسه الهلال كل عام، أسبابه، عوامله، عناصره، كما علينا فك طلاسمه حتى يتسنى لنا وضعه كورقة عمل لتصحيح أمور البقية.
• من غير المنطقي أن تبقى الأندية على هامش الهلال.
• نعم هو الكبير ، هو البطل، هو الأقوى، لكن هذا لا يلغي ضرورة البحث عن تعديل المسارات الصحيحة لبقية منافسيه.
• بالأمس استمعت واستمتعت بحديث الأمير عبدالله بن مساعد عبر القنوات الرياضية.
• ⁠وأي رأي أو مقترح منه يؤخذ على محمل الجدية والاهتمام، فسموه صاحب تجربة وخبرة رياضية واستثمارية وقيادية ثرية، على اعتبار أنه سبق وأن ترأس الهرم الرياضي كوزير، وفي الهلال كرئيس.
• وما شد الانتباه ما تحدث به عن النصر، حيث قال لو كنت نصراويًا لما ترددت في جلب أفضل الكفاءات الإدارية السعودية الشغوفة بالعمل والخبرة والمعرفة، وهذا ما يؤكد أن الهلاليين يديرون هلالهم وأن منافسيه ضحية الإدارات الأجنبية.
• ⁠الظروف التي عصفت بالأهلي هي من ساعدت الهلال لكسر أرقامه كأفضل فريق لم يُهزم في 51 مباراة دورية، كما هي ذات الظروف التي ستمهد الطريق للهلال ليكسر أرقامه في بطولات الكؤوس، المسألة مسألة وقت.
• ختامًا كل التمنيات والدعوات لمنتخبنا الوطني في مهمته الثانية مع رينارد، والأمل كبيرًا في صقورنا الخضر ليعودوا لنا من جاكرتا بالفوز والنقاط التي تضعهم على أعتاب التأهل لمونديال 2026 .
• منتخبنا الوطني يثبت أنه منتخب المجموعة لا منتخب النجم الواحد، يغيب من يغيب وتبقى الهيبة، ولعل ما قدمه أمام الكنغر الأسترالي دليل ذلك وبرهانه.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. مقال رائع استاذ علي
    المال وحده لا يكفي والفكر وحده إيضا لا يكفي
    إذا العملية تكاملية كل منهما مكمل للأخر
    المال يجلب العناصر
    ولكن لا فائدة إذا لم يكن هناك فكر وإدارة لتفعيل تلك العناصر وفق منظمومة عمل كفريق واحد
    استاذ علي “المال لن يصنع من الأندية بدون فكر هلالاً أخر”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى