يعد صالون المهرة الثقافي أحد المنابر الثقافية البارزة في مدينة جدة،، يتميز الصالون بنشاطه المستمر في تنظيم أمسيات ثقافية متنوعة والمساهمة في الحراك الأدبي والثقافي بعروس البحر الأحمر. ويعمل الصالون بالتعاون مع الشريك الأدبي، مستقطبًا مجموعة متنوعة من المثقفين والأدباء لتبادل الأفكار والمعارف.
في إحدى الأمسيات الرائعة التي حفها القمر بنوره، كانت الأجواء مفعمة بالتألق الفكري، حيث استضاف الصالون د.يوسف العارف ود. خلود الحارثي لقراءة نقدية لرواية “ممرات الريح” بحضور مؤلفتها أ. نبيلة محجوب. تميزت الأمسية بإدارة أحمد الشدوي، ما أضاف بُعدًا آخر على النقاشات النقدية العميقة.
تنظم الأمسيات الثقافية في صالون المهرة تحت شعارات متنوعة؛ حيث تُجدد اللقاءات بين المثقفين والجمهور العربي، كما في أمسية “العرب.. كيف سادوا العالم بالأدب” التي قدمها أسامة القاسم، مستعرضًا تأثير الأدب العربي عالميًا.
كما تستضيف الأمسيات أيضًا نقاشات حول أعمال متنوعة مثل رواية “همهمة المحار”، وقد شهدت النقاشات مشاركات قيمة من الدكتور يوسف العارف، الدكتورة منى الغامدي، وآخرين، بإدارة أحمد الشدوي ومؤلفة الرواية الأستاذة صباح الفارسي. إضافة إلى ذلك، يهتم الصالون بالأدب العالمي، حيث استضاف الناقدة والمترجمة نادية خوندنة، التي شاركت تجاربها السردية والنقدية، موفرةً منظورًا عالميًا للأدب من خلال تجاربها مع الأدب الأوروبي، الهندي والإفريقي.
أما على صعيد النشاط المجتمعي، فقد تعاون الصالون مع مركز ربا الحجاز لضيافة الأطفال في مبادرة “أنا طفل رائع، لأني أقرأ” لتعزيز حب القراءة لدى الأطفال. وفي إطار الشراكات مع المؤسسات التعليمية مثل ثانوية إشبيلية بجدة، أقيم برنامج “الأديب البارع” الذي شمل ورش عمل لتنمية مهارات الكتابة والإلقاء بين اليافعين، مما يدل على التزام الصالون بتنمية المواهب الشابة.
إيمان بدوي تشيد بمبادرة “الشريك الأدبي” وتثمن جهود هيئة الأدب والنشر والترجمة
أكدت الكاتبة والصحفية إيمان بدوي، منظمة الفعاليات الثقافية بصالون المهرة، تقديرها العميق لدور هيئة الأدب والنشر والترجمة بوزارة الثقافة في إثراء المشهد الثقافي من خلال مبادرة الشريك الأدبي.
وفي تصريح لصحيفة مكة الإلكترونية، وصفت بدوي المبادرة بأنها أشبه بـ”مصباح علاء الدين السحري”، مشيرة إلى أنها منحت الأدباء ما كانوا يتطلعون إليه، بفتح الأبواب أمامهم وتمهيد الطريق لتحقيق أحلامهم. وأكدت: “نحن نعيش اليوم مجدًا جديدًا في عالم الأدب، وهذا الإنجاز ليس غريبًا في ظل رؤية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان”.
وأضافت بدوي أن صالون المهرة الثقافي يسعى دائمًا لزرع بذور المعرفة لدى الأطفال واليافعين من خلال برامج مخصصة تغذي عقولهم وتغرس فيهم حب الثقافة. كما أشارت إلى أن الصالون يولي اهتمامًا خاصًا بالمواهب الواعدة، بجانب استضافة أسماء بارزة في عالم الأدب، لتحقيق التكامل المعرفي والارتقاء بالذائقة الثقافية من خلال موضوعات مبتكرة وجذابة، هدفها ترك بصمة وأثر دائم.
وأختتمت إيمان حديثها، بأن صالون المهرة الثقافي سوف يستمر في تقديم برامجه الثقافية المتميزة، مساهمًا في ترسيخ مكانة جدة كمركز ثقافي هام في المنطقة.