عام

كابوس “الهبوط” وأزمة “الهياط” الوحداوي

همس الحقيقة

من كان يتصور أن نادي الوحدة، النادي “المكاوي” العريق، ثالث أندية المملكة العربية السعودية تأسيسًا بعد الاتحاد وأحد، يعاني جمهوره منذ أكثر من نصف قرن من فوبيا “الهبوط”، التي أصبحت كابوسًا مرعبًا يخيفهم مع كل تدهور في نتائج الفريق. وما يحدث الآن ليس استثناءً، حيث يحتل الوحدة المركز “17”، أي قبل الأخير، بفارق نقطة واحدة فقط عن الفتح صاحب المركز “18”.

تكرار هذه الأزمة بات أشبه بمسلسل تراجيدي ينتظره المحبون وغيرهم كأنهم يشاهدون عرضًا دراميًا بلا نهاية سعيدة. وعلى الرغم من هذه الانتكاسات المتكررة، لم يستفد النادي من الدروس القاسية التي مرت به. لكن يبدو أن إنشاء إدارة خاصة لإدارة “الأزمات” أصبح ضرورة ملحّة لمعالجة مسببات هذا التدهور، خاصة أن “الهبوط” بات شبحًا يلوح في الأفق ويهدد النادي بالانحدار إلى مصير مجهول.

في ظل هذه الأزمة، نجد أن “الهياط” يظهر دائمًا في الواجهة مع بدايات الكوارث، فتسمع مشجعًا وحداويًا متألمًا يردد بصوت خافت أهزوجة “الوحدة وحدتنا والغلب عادتنا” في محاولة للتخفيف عن ألم وحزن يعتصر قلبه، وهو يرى ناديه يتهاوى. وما يزيد الطين بلّة أن الكثير من أبناء النادي يكتفون “بالكلام” والتنظير دون أي مبادرات حقيقية لإنقاذ الكيان الوحداوي.

أما الأسماء الدخيلة على النادي، فبدلًا من تقديم مبادرات عملية تعكس اهتمامها بالنادي، وجدت في هذا الوضع فرصة للظهور عبر “الهياط” وإثارة الجدل، في محاولة لإيهام الجمهور بأنها تسعى لمصلحة النادي، بينما في الحقيقة تزيد من الانقسامات والأوهام،  تدعي وتزعم اهتمامها وغيرتها على حقوق الكيان الوحداوي دون قيامها بأي مبادرات حقيقة تعزز عملياً مصداقية اهتمامها وغيرتها بقدرما انها وجدت” ضالتها”بعدما عدى بها قطار العمر في الأضواء والشهرة عبر مغازلة” عقول” جاهلة مسكينة” تفرح لمن “يسليها”ويخفف من أحزانها وخيبة ناديها بأي بطولات”وهمية “ولو أحتوت على معلومات” مزورة” لا اساس لها من الصحة أو إقحام الوحدة في قضايا مقارنات “مضحكة جدُا، وفي نفس الوقت “مبكية”جدًا تدعو كل الناظرين والمتابعين للمشهد الوحداوي يقولون في قرارة انفسهم”اللهم منك العوض واليك العوض”.

وعلى ذكر “الهياط”، فإن أكثر من استخدم هذا المصطلح وكرره في إطلالاته الإعلامية هو رئيس نادي الوحدة الأسبق حاتم خيمي. قبل توليه المنصب، كان يحلم بقيادة هذا النادي العريق، ولكن حين أتيحت له الفرصة بدعم كبير من المستشار تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الرياضة آنذاك، فضل الهروب بعد موسم واحد فقط، هو ونائبه عبدالله خوقير، رغم الدعم الكبير الذي حصل عليه.

وعند سؤاله عن سبب استقالته، يجيب بأن “صحته” وأسرته طلبتا منه التنحي. الغريب أنه لم يلبث طويلًا حتى رشح نفسه لرئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم، وهي مسؤولية أكبر وأصعب!

بعيدًا عن “الهياط” وهواة الشهرة، فإن الأمل معقود الآن على رئيس نادي الوحدة سلطان أزهر ليتحرك سريعًا وينقذ ما يمكن إنقاذه. الحل قد يكمن في طلب اجتماع عاجل مع نائب أمير مكة المكرمة، الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز، بحضور أعضاء مجلس الإدارة ووجهاء مكة المكرمة، لبحث الوضع الحالي ووضع حلول عاجلة لإنقاذ النادي.

إذا كان الوضع يستدعي تقديم استقالة جماعية من الإدارة الحالية لإفساح المجال أمام إدارة جديدة قادرة على انتشال النادي من أزمته، فإن ذلك قد يكون الحل الأخير قبل فوات الأوان. يقيني أن الأمير سعود بن مشعل لن يدخر جهدًا لدعم النادي وإعادته إلى المسار الصحيح.

عدنان جستنية

كاتب وناقد صحافي

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. اتفق في كثير مما ذكره سعادة الأستاذ عدنان جستنية، فيجب التحرك سريعاً لإنقاذ نادي الوحدة، العريق الضارب في القدم، أولاً، لموقع هذا النادي في المدينة المقدسة مكة المكرمة، وثانياً، لعراقته ومكانته التاريخية، وثالثاً، لأن الملايين ممن يعشقون هذا الكيان يجب أن يكون لهم نادياً راق المستوى، يفرحهم بنتائجه السارة. ومن جهة أخرى، أرى أن تقوم إدارة النادي بتكوين لجنة إنقاذ استشارية عاجلة، يكون لديها القدرة على تقديم الحلول العاجلة الممكنة، لحل مشاكل النادي، وفي نفس المسار على الإدارة الموقرة التباحث مع الجهات الرسمية، في الأمر، وكذلك تدرس تقديم استقالتها (كحل من الحلول) وتسلم النادي لإدارة تستطيع انتشال النادي من المأزق الذي هو فيه. نسأل الله التوفيق للجميع، وشكراً للأستاذ عدنان جستنية على طرحه الجيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى