عام

(عاشق من ضمن الملايين) في لندن

كنت في إيطاليا ضمن إجازتي وأتصل عليً اللواء محمد بن رجاء الحربي -رحمه الله-، مدير الادارة العامة للمرور آنذاك. وكنت في حينه مديراً لإدارة مرور جدة وقال هناك وفد برئاسة اللواء ابرهيم الميمان ومعه خبير فني وعضو آخر. وذلك في مهمة للمرور تستغرق عدة أيام وفي عدة دول وهم الآن في بريطانيا فأود منك ان تقطع إجازتك وتذهب اليهم فرأيك يهمني. أتجهت اليهم وكان هناك المعني والمكلف بمتابعة شؤون الوفد وتيسير أمورنا. وبعد جولة عمل خاطبنا هل تودون حضور أي فعالية تروق لكم. فقلت مبادراً هناك مباراة بين أرسنال وتشلسي بعد غدٍ ونود مشاهدتها فأمن بقية الوفد على كلامي. ثاني يوم قال حجزت لكم. ولكن ما وجدت إلا من أشخاص يتكسبون منها وأشتريتها باضعاف ثمنها.” لا اتذكر الثمن”. حاولنا دفع المبلغ له وخاصة بعد ما عرفنا أن التذاكر كانت غالية ولكن رفض وأصر أن هذه هدية بسيطة. فوافقنا والمهم نشاهد المباراة.
ذهبنا الي الملعب ورأينا كرنفال يسبق المباراة طائرات صغيرة حمراء وأخري صفراء. تتصارع ففريق يشجعون الأرسنال وآخر ون يشجعون تشلسي وسعدنا بهذا ومرحنا ومزحنا واندمجنا معهم. أنا شجعت الأرسنال وإذا عُرف السبب بطل العجب. فقد كان اللاعبون يرتدون الأصفر والأسود وتماهيًا مع مقولة أنا وأخويا علي ابن عمي وأنا وابن عمي علي الغريب، شجع باقي الوفد الأرسنال معي، وقبل المباراة بقليل. جاءنا مراقب من العاملين في الملعب و قال فضلاً تعالوا معي فقلنا لماذا قال فقط إختلاف مقاعد. وعندما وصلنا بدأوا يحققون معنا من أين ابتعتم التذاكر فاوضحنا لهم أننا ضيوف ولا نعلم الإجراءات. وأعتذرنا لأننا لم نفهم أن هذه تعتبر جنحة وكنا نحاول عدم جر من إشتراها لنا لإشكال. طلبوا منا مغادرة الملعب وبعد رجاءات وافقوا وقالو تتفرجوا وقوف مع بعض الذين يتفرجون وقوفا. وأول مرة أعلم أن هناك من يتفرج واقفا. ولعله فيما بعد يمكن تصير الفرجة في وضع الاتكاء أو النوم. كل شئ جائز مع التقدم.. وتذكرت أيامنا الغابرات كيف كان الجمهور في ملاعبنا يقف من الحماس ثم يستمر في الوقوف وكأنه يقول هذا أرحم من كراسي الخشب الحاشفة الناشفة والتي كان الواحد يذهب الي البيت وهو يون من الألم ويتمتم بينه وبين نفسه يُمه ألحقيني. المهم وافقنا علي الفرجة (المريحة ) وما حيلة المضطر إلا ركوبها.وبدأت المباراة و تقدم فريق ارسنال 2-0. وبقي من الوقت حوالي عشر دقايق وأصر المرافق أن نخرج حيث سيكون هناك زحام والمباراة شبه منتهية المهم غادرنا. ونحن في الطريق سمعت صيحات الجماهير فقلت للمرافق وهو يقودالسيارة فضلاً تحري النتيجة فأنا قلبي دقني إنه (في الجو غيم) ففتح الراديو والمعلق يلعلع والحقيقة كانت لعلعة مشي حالك. وصراحة لعلعة معلقينا مافي زيها ترد الروح ويا بخت الأصنج . المهم جاوبنا وقال. لقد تعادلا بهدفين لكل منهما فقلت لا …يا خسارة فقال لا تزعل عاد الأرسنال وسجل هدفاً وانتهت المباراة 3-2 لأرسنال. عشر دقايق كانت ملح المباراة لو لم يصرفدنا خوينا.
لقد كانت هناك عدة دروس في موقف واحد. أمشي صح ترتاح أو كما يقول إخواننا المصريين إمشي عدل يحتار عدوك فيك. . ودرس آخر لا تستعجل ففي دقايق تتغير أمور وأحوال . المهم. الأصفر والأسود وين ما رحنا مشغلنا والقلب وياه متعبنا ولو أنني شاهدت هذه المباراة في ألأعوام القريبات كان خرجت واللون الأصفر والأسود لا ينفك عن ناظري فأدندن أصفر يالون الذهب أسود ياحالي العنب، ما عليَّ العاشق عتب عاشق من ضمن الملايين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى