عام

ضبط الإيقاع السياسي الدولي

الفترة المتبقية للرئيس بايدن حتى تسلم ترامب للبيت الأبيض تُعتبر بالغة الخطورة، إذ قد يعمد البعض إلى توريط الرئيس ترامب وتأزيم الوضع في أوكرانيا والشرق الأوسط. هذه المنطقة التي تفاخر ترامب بقدرته على حل أزماتها، خاصة الحرب في أوكرانيا وحروب الشرق الأوسط، حال عودته إلى الرئاسة.

التصعيد الأخير في أوكرانيا، بما في ذلك السماح لها بضرب العمق الروسي بصواريخ بعيدة المدى، وتغيير العقيدة النووية لروسيا واعتمادها على برنامج ذكاء اصطناعي ذاتي التشغيل والتوجيه حال اندلاع حرب نووية، يُنذر بخطر محدق. أضف إلى ذلك، رفض المبادرات الداعية لإنهاء الحرب في لبنان وغزة، حيث تُنذر هاتان الحربان بعواقب وخيمة قد تتحول إلى غيمة سوداء تُخيّم على العالم في الفترة المتبقية حتى الانتقال السياسي في الولايات المتحدة.

لذلك، فإن احتواء التوترات والضغط على جميع الأطراف المتحاربة لإجبارها على خفض التصعيد يُعد ضرورة ملحة. هذه المسؤولية يجب أن يتولاها الأمين العام للأمم المتحدة بالتعاون مع كبار قادة العالم من الدول البارزة خارج مناطق الصراع، مثل الهند، الصين، البرازيل، وجنوب أفريقيا، وغيرهم. فمن مستصغر الشرر قد ينجم الخطر، كما علّمتنا دروس التاريخ.

حادثة اغتيال ولي عهد النمسا كانت الشرارة الأولى التي أشعلت الحرب العالمية الأولى، واليوم نحن أمام وضع مشابه قد يؤدي إلى كارثة عالمية ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة.

الوضع خطير للغاية، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل سنشهد مبادرات دولية تضبط الإيقاع السياسي والعسكري العالمي المتدهور؟ أم سيبقى العالم متفرجًا على المشهد، منتظرًا مصيرًا مجهولًا؟

أستاذ الإعلام الدولي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى