حركة الحياة ديناميكية ومتطورة باستمرار، فما كان يُناسب الأمس لا يُناسب اليوم، وما يناسب اليوم قد لا يكون ملائمًا للمستقبل. ومع التطور السريع الذي يشهده العالم في مختلف المجالات، يبدو أن بعض الممارسات لا تزال تراوح مكانها، متشبثة بطرق وأساليب تجاوزها الزمن.
المشهد الدراماتيكي لخروج الطالبات
أحد هذه المشاهد التي توقفت عندها هو تنظيم خروج الطالبات من المدارس.
المشهد يوحي بلوحة دراماتيكية مؤلمة: ولي الأمر يصل إلى المكان، ليبدأ رحلة البحث عن موقف وسط أرتال السيارات المتكدسة بشكل عشوائي، بعضها يغلق الطرق تمامًا. ثم يترجل الجميع نحو حارس المدرسة الذي يستخدم مكبر صوت بدائي ينادي بأسماء الطالبات وسط ضجيج وصخب، في عملية غير منظمة وبطيئة، تفتقر إلى أي كفاءة أو تطور.
عشوائية تثير التساؤلات
العملية بأكملها تُظهر رتابة قديمة وأساليب لم تعد تناسب العصر. حارس المدرسة يصيح بأسماء الطالبات، بينما تُكرر الأسماء مرارًا بسبب ضوضاء الطالبات وصعوبة سماع المكبر. أولياء الأمور ينتظرون بصبر مُنهَك، والطالبات يحاولن التقاط الأسماء وسط فوضى عارمة. هذا الأسلوب المرهق والمتعب لجميع الأطراف يستحق إعادة النظر.
السؤال: لماذا لا نستخدم التقنيات؟
ألا تملك وزارة التعليم أفكارًا لتطوير هذه الآلية؟ أليس من الممكن اعتماد تقنيات حديثة تحل هذه الإشكالية بفعالية؟ مع توفر الوسائل التقنية، يمكن استبدال مكبرات الصوت بأنظمة رقمية، مثل التطبيقات الذكية التي تُرسل إشعارات فورية للطالبات عند وصول أولياء أمورهن، أو أنظمة إلكترونية تُنظم خروج الطالبات وفق جدول زمني محدد.
الحاجة إلى التغيير
وزارة التعليم بحاجة إلى التفكير في حلول تقنية تُواكب روح العصر ومتغيراته السريعة. اعتماد أنظمة أكثر تنظيمًا لن يُحسن فقط من تجربة أولياء الأمور والطالبات، بل سيعكس أيضًا صورة إيجابية عن التعليم في المملكة، ويجعل العملية أكثر كفاءة وانسيابية.
ختامًا، لقد آن الأوان للخروج من عباءة الماضي نحو حلول مبتكرة تتناسب مع روح العصر وعجلة الزمن التي لا تنتظر أحدًا. تطوير آلية خروج الطالبات من المدارس ليس مجرد ضرورة تنظيمية، بل هو انعكاس لمدى استعدادنا للتطور وتطبيق تقنيات حديثة في حياتنا اليومية.