في مسيرة الحياة، نتعرض لمواقف تتطلب منّا بذل جهد لتحقيق ما نريد. هناك من يكتفي بالطلب، منتظرًا أن تُلبى احتياجاته دون مشقة، فيُصبح مجرد متلقٍ. وفي المقابل، هناك من يختار السعي، متسلحًا بالعزيمة والإصرار، ليصنع فارقًا جوهريًا بين الركود والحراك.
السعي يحمل في طياته تحديات تصنع لذةً لا يدركها من اعتاد الطرق السهلة. إنه رحلة تنبض بالمعنى، حيث يستشعر الإنسان قيمة كل خطوة يخطوها. على النقيض، من يكتفي بالطلب غالبًا ما يفقد الحماسة عند أول عقبة، لأن الجهد كان غائبًا من البداية.
السعي يرتبط بالالتزام الحقيقي. من يسعى لا يتوقف عند التمني، بل يترجم أهدافه إلى أفعال، مُقدّرًا ما يمر به من صعاب ومتعلمًا من كل تجربة. أما من يتوقع النتائج بلا بذل، فتتلاشى لديه قيمة ما يناله، لأنه لم يعش تفاصيل الطريق.
خذ على سبيل المثال السعي وراء وظيفة أو بناء مشروع. الساعي يدرك أن الوصول يحتاج إلى تعلم ومثابرة، فيتعلم من العقبات، وينهض عند كل عثرة. أما من يعتمد على الطلب فقط، فينطفئ شغفه سريعًا إذا لم تتحقق تطلعاته.
جوهر السعي ليس في الوصول بحد ذاته، بل في الرحلة التي تضفي قيمة على النتيجة. إنها التفاصيل، المحاولات، والنجاحات الصغيرة التي تُكوّن معنى حقيقيًا للإنجاز. فالنتائج التي تأتي بلا جهد تفقد بريقها، بينما الرحلات التي نخوضها بشغف تجعل الوصول لحظة ذات طابع خاص.