قصة قصيرة
في صلاة الجمعة، بدأ الإمام قراءة الفاتحة، صوت طفولي انطلق من الصفوف الخلفية يردد الآيات بصوت مفعم بالبراءة والحماسة. بدا الصوت لطفل في الخامسة، شد انتباه المصلين.
وحينما كان الإمام يتلو سورة التين، ظل الطفل يردد معه بصوته العذب، يخشع في تلاوته البريئة، في الوقت الذي يشعر فيه كثير من المصلين بحالة من التشتت؛ فقد أخذهم الصوت بعيدًا عن الصلاة. أتى وقت السجود، رفع الجميع منه استعدادًا للجلوس بين السجدتين، قام بعض المصلين للركعة الثانية سهوًا.
انطلق صوت الطفل ببراءة قائلاً: “سبحان الله”، صححوا الموقف وعادوا، بينما كانت أرواحهم بين كلمات الطفل، فشعروا بخجل من أنفسهم، جاءهم درس في الخشوع والصفاء من هذا الملاك الصغير.
في نهاية الصلاة، تسلل بعض المصلين الذين تشتتوا طوال الصلاة نحو أبواب المسجد دون أن يلتفتوا ،خرجوا مسرعين وكأنهم يهربون من الدرس الذي كان أبلغ من خطبة الجمعة.