✍️ جمعان البشيري
التغيير، تلك الكلمة التي تثير الرعب في نفوس البعض، وكأنها عقوبة مقدسة تنزل من السماء! ومع ذلك، نحن نعيش في عالم لا يتوقف عن التحول، ومع كل شروق شمس يصرخ في وجوهنا قائلاً: “تغيّر أو انسحب من اللعبة!”. فكيف نتعامل مع هذه التقنية التي تدعي إلى “التغيير”؟ إليكم الوصفة السرية:
أول خطوة للتعامل مع التغيير كن واثقاً من نفسك و تعامل بلطف مع ذاتك و الآخرين،وعليك أن تجعل من نفسك سوبرمان، أو على الأقل تتظاهر بذلك. أظهر ثقتك بنفسك، لكن لا تكن “ذاك الشخص” الذي يعتقد أنه محور الكون أو إن العالم يدور حوله. كن لطيفاً مع نفسك؛ فلا توبخها كلما أخطأت.
وبالنسبة للآخرين ؛ عليك بالصبر، حتى لو كان الحديث معهم يشعرك بأنك تستمع إلى نشرة أخبار الطقس في كوكب المريخ.
دعنا نكون صريحين،أكثر؛ عليك أن تطور نفسك للأفضل لتواكب التغيير،فالعالم لن ينتظر حتى تنتهي من مشاهدة مسلسل جديد. لذا، إذا كنت تظن أنك ستواكب التغيير وأنت ما زلت عالقاً في روتينك القديم، فأنت جانبت الصواب و بحاجة إلى صدمة..!
خذ دورة تدريبية، تعلم مهارة جديدة، أو على الأقل توقف عن تأجيل قراءة ذلك الكتاب الذي اشتريته منذ عامين.
لا أحد يحب التوتر، لكن التغيير أحياناً يصاحبه حشد من الغوغائيين الذين يظهرون في حياتك وينتشرون في مواقع التواصل الإجتماعي إنتشار النار في الهشيم ليسوقوا ترهاتهم عليك بالمجان ،وكأنهم ممثلون كومبارس في فيلم كوميدي .
الحل في نظري .!؟
تجاهل من تراه يزيد من توترك و تحكم في روتينك للتقليل من مستويات التوتر ، ثم ضع خطة محكمة تتحكم بها في يومك. جدول زمني يحدد وقت لممارسة المشي أو أي رياضة محببة إلى نفسك ، خصص وقت للقهوة، وخصص وقت للاسترخاء، وحتى وقت التنفس! إذا نجحت في إدارة يومك، فلن تعطي فرصة للغوغائيين لإفساد مزاجك.
كن صبوراً ومرناً وتخلّ عن الأشياء السلبية، و هذا هو الجزء المهم والصعب في نفس الوقت ، فالتخلي عن الأشياء السلبية يشبه التخلي عن وسادة النوم المفضلة، ولكن ذلك ضروري. لأن التغيير لن يحدث بين ليلة وضحاها، لذا كن صبوراً. استمر في المحاولة حتى لو استغرق الأمر وقتاً طويلاً.!
وتذكر دائماً: إن التمسك بالماضي يشبه الركض على جهاز مشي متعطل، الكثير من الحركة بلا تقدم.، و إذا أردت أن تسير مع موجة التغيير عليك أن تحيط نفسك بأشخاص إيجابيين داعمين، ولا يمكن إنكار أن وجود الأشخاص الإيجابيين في حياتنا هم كالوقود الذي نحتاجه للانطلاق في رحلة التغيير.!
هؤلاءِ الأشخاص لن يصفقوا لك فقط عند النجاح، بل سيحملونك أيضاً عندما تفشل. ابتعد عن أولئك الذين يرون كل شيء باللون الرمادي، فهم أشبه بالغيوم التي تحجب شمسك.
في النهاية، وسط معمعة التغيير، عليك أن تذكر نفسك بأهدافك في الحياة.!
لماذا بدأت أصلاً؟
اسأل نفسك؛ ما الغرض من كل هذا؟
فالأهداف هي البوصلة التي ستعيدك إلى الطريق الصحيح، خاصة عندما تشعر أنك ضائع في متاهة الحياة.!
وأخيراً التغيير ليس وحشاً بقدر ما هو اختبار لمرونتنا وصبرنا. قد يكون صعباً في البداية، لكن النتيجة تستحق العناء. فقط تذكر، الحياة مرنة لا يمكن أن تعيش بمعزلٍ عن المجتمع حتى تتجنب التغيير، كل ماعليك هو تعلم الرقص مع الآخرين على أنغام التغيير ، حتى لو كانت الموسيقى تبدو غريبة ويشوبها النشاز أحياناً.