“لا تتدخل”، “أحذرك”، “بس يبه”، “مليت منك”، “أنت مو أبو”، “اطلع من البيت”، “خربت حياتي”…
هذه العبارات أحصيتها في عدد من أعمال الدراما العربية، وهي عبارات يخاطب فيها الابن والديه. هل هذا يُرضيكم يا سادة؟
لقد لاحظ الكثير من المشاهدين، كما لاحظتُ، تجاوز أغلب الأعمال الدرامية العربية للخطوط الاجتماعية الحمراء التي لا يمكن أن يختلف عليها اثنان في عالمنا العربي. فمكانة الوالدين، وفق عاداتنا وموروثنا الديني، تُعدّ من أهم القيم التي نفتخر بها. لقد أكدت الشريعة الإسلامية، عبر الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة، على فضل الوالدين والحث على برّهما.
ما تصنعه اليوم بعض المواقف الدرامية من إهانة للوالدين، ورفع الصوت عليهما، ومخاطبتهما ومعاملتهما بخشونة، بذريعة الانفعال وإظهار الغضب الدرامي، أمر غير مبرر إطلاقًا. نحن على أعتاب مواجهة خطيرة؛ فقد يدفعنا هذا السلوك الدرامي الغريب إلى رؤية أبنائنا يقلدون هذه المواقف، معتبرين أنها مواكبة للعصر، وأنه لا مانع من التصرف مع الوالدين بهذه الطريقة، طالما أن المجتمع يتقبلها ويعرضها عبر شاشاته.
من هنا، تقع مسؤولية كبيرة على الإعلاميين -المنتجين، والمخرجين، والممثلين- بنبذ هذا السلوك الهادم للأسرة، والمخالف لعادات المجتمع وقيمه وتراثه ودينه. يجب أن يُرفع هذا الأمر إلى الاتحادات الإعلامية لمراقبة هذه التجاوزات الصريحة والخطيرة.
التشريعات الإعلامية العربية لا تجيز في أنظمتها هذه السلوكيات، فلماذا السكوت عنها؟ وهل وصلت الدراما العربية إلى هذا المستوى الهابط؟
يجب أن يرتفع الصوت مطالبًا بعدم تخطي الخطوط الحمراء للمجتمع العربي. ليكن الشعار القادم في الأعمال الدرامية:
“إلا الوالدين”
أستاذ الإعلام الدولي