ما أن يشارك المنتخب السعودي في أي بطولة من البطولات العربية أو الخليجية، أو الأسيوية والعالمية إلا ويسترجع السعوديون ذكرياتهم مع أهازيج وأغاني الأخضر،التي كانوا يرددونها وبالأخص منها تلك الأغنية التي ترنم بها الفنان عبادي الجوهر
“جاكم الإعصار ما شيٍ يعيقه منتخبنا اليوم وخر عن طريقة “.، ذلك العمل الوطني التاريخي، الذي ترسخ في عقول السعوديين لأكثر من خمسة و ثلاثين عاماً،وعلقت كلماته بذاكرتهم، واستمرت تردده الأجيال جيل بعد جيل مع كل مشاركة للأخضر إلى يومنا هذا .
وعلى مر السنين حقق المنتخب السعودي لكرة القدم العديد من الإنجازات التي جعلته واحداً من أبرز المنتخبات في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، واستحق بكل جدارة واحترام لقب الإعصار إلا أن هذا الإعصار في السنوات الأخيرة فقد قوته المدمرة بعد أن شهد أداء لاعبيي المنتخب تدنيًا ملحوظًا على الصعيدين المحلي والدولي ناهيك عن النتائج الغير مرضية في أكثر المشاركات والبطولات مما أثار قلق المشجعين والمتابعين وأثار العديد من التساؤلات حول أسباب هذه الانتكاسات وسبل علاجها لا سيما وأن المنتخب السعودي في الحقبة الذهبية من مسيرته الكروية كان له تاريخًا مشرفاً في المنافسات القارية والدولية .
وإذا ما اردنا أن يعود إعصار منتخبنا إلى قوته التي ترعب الخصوم وتزلزلهم فإننا يجب أن نناقش هذه الإخفاقات المتكررة بكل شفافية ووضوح بعيداً عن التشنجات وإلقاء اللوم والتهم جزافاً على فلان وعلان خاصة وأن هذا التدني في الأداء يعود إلى عدة عوامل،وتراكمات تتراوح بين الإدارية، والفنية، والبدنية ، وغياب الروح المعنوية، مما يستدعي من القائمين على الرياضة في المملكة اتخاذ خطوات جادة لتصحيح المسارات ووضع استراتيجيات طويلة المدى، تركز على تطوير اللاعبين، واستقرار الجهاز الفني، وتحسين البنية التحتية الرياضية والتركيز على تطوير الفئات السنية وتوفير برامج تدريبية مناسبة للاعبين الناشئين والشباب ، وكذلك تطوير الأكاديميات الرياضية واكتشاف المواهب من سن مبكرة حتى يتمكن المنتخب السعودي من استعادة مستواه السابق وتحقيق نتائج أفضل في المستقبل .
وختامًا فإنه رغم تطور الدوري السعودي في السنوات الأخيرة وزيادة عدد اللاعبين المحترفين الأجانب، واستقطاب الأسماء العالمية البارزة إلا أن الدوري المحلي أصبح يعاني من نقص في تطوير مستوى اللاعبين المحليين وقلة مشاركاتهم في المباربات مما أثر سلباً في عدم توفر قاعدة قوية من اللاعبين الموهوبين القادرين على خدمة المنتخب في المنافسات المحلية والدولية. مدركين وواثقين أن كل هذه التحديات التي يواجهها المنتخب السعودي حاليًا، ستخلق العديد من الفرص المتاحة لتحسين الأداء والعودة إلى المنافسة بقوة على الساحة ولن يتم ذلك إلا بتظافر جهود الرجال المخلصين والعمل الجماعي بين الاتحاد السعودي، والأندية، والمدربين لتحديد رؤية واضحة وتحقيق استراتيجيات فعالة تعود بالفائدة على الكرة السعودية على المدى البعيد .
وخزة قلم :
أولى خطوات التصحيح الاعتراف بالفشل ودراسة وتقييم الخلل