“الوالدان بابان إلى الجنة”، هذه الحقيقة العظيمة لا يدركها الكثيرون إلا بعد فوات الأوان. إن كنت تعيش ووالداك على قيد الحياة، فاعلم أنك تملك كنزًا ثمينًا لا يقدر بثمن. استغل وجودهما، واستمتع بمشاركتهما حياتك، وأدخل السرور إلى قلبيهما. تفقد أحوالهما، وخصص لهما وقتًا للجلوس معهما، فاللحظات التي تجمعك بهما ستصبح ذكرى غالية لن تتكرر.
إن بر الوالدين ليس مجرد واجب ديني، بل هو فرصة لتقديم الحب والعرفان لهما. احتفل بهما في حياتهما، وكن سببًا في فرحتهما، سواء عبر كلمات بسيطة تحمل الامتنان أو تنظيم فعاليات تجمع الأسرة لتجديد الروابط العائلية. واعلم أنك إذا أهملت ذلك، ستندم حين تفقدهما، وستتمنى لو عادا للحياة لتقدم لهما ما قصرت فيه.
البر حياة في الدنيا وبعد الممات
بر الوالدين لا ينتهي عند وفاتهما، بل يستمر بالدعاء لهما في كل وقت، والتصدق باسمهما، وإقامة مشاريع خيرية كوقف يعود نفعه عليهما. كما أن جمع شمل العائلة بعد رحيلهما يعكس امتنانك لهما، ويحقق أهدافهما في تقوية الروابط بين الأبناء والأحفاد.
تذكر أن بر الوالدين يُعلِّم أبناءك كيفية معاملتك في كِبَرك. فكما تعامل والديك، سيراك أبناؤك ويقتدون بك. برّك بهما يعكس قيم الامتنان والتقدير، وينقل للأجيال القادمة درسًا عمليًا في الوفاء والرحمة.
القيم العظيمة في بر الوالدين:
• تقوية الروابط الأسرية.
• تعليم الأبناء القيم الأخلاقية.
• تعزيز البركة في الحياة، وراحة النفس وطمأنينة القلب.
• دعم المجتمع وبناء جيل قوي ومترابط.
لقد حفزني على كتابة هذا المقال ذكرى مرور عام على وفاة والدتي رحمها الله، وتذكري لوالدي رحمه الله. شعرت بضرورة أن أنقل هذا الدرس المستوحى من حياتهما وتضحياتهما التي لن تنسى. أوجه رسالتي لكل من يعيش والديه أحياء: لا تضيع هذه النعمة، فهي باب الجنة.
• عضو هيئة تدريس سابق، قسم الإعلام – جامعة أم القرى
مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية