*لا أعلم لماذا تذكرت الحملة الضخمة التي أطلقتها شركة المياه الوطنية في فبراير الماضي بعنوان «بابا يقول» وملأت جميع شوارع المملكة ومازال بعضها قابعًا ومنسيًا في بعض الشوارع حتى الآن ، والتي تهدف لترشيد استهلاك الماء ، وهي التي اختارت لها الشركة بأن تكون بصوت الأطفال ، مؤملةً بأن يسهم ذلك في زيادة التوعية بأهمية الكشف المستمر لمعرفة أهم مواقع تسربات المياه في المنازل .
إلى هنا والكلام توعوي مهم ، وبالفعل من الضروي جدًا الانتباه لكل ذلك والترشيد في استهلاك هذه النعمة الغالية والمحافظة عليها كما حضنا ديننا القويم .
*ولكن في المقابل وهو مادعاني لتذكر تلك الحملة ماذا عن قطع الماء عن المستفيدين ، أو تقليصه بدرجة كبيرة جدًا والذي أصبح أحيانًا أسهل عند الشركة من شُرب الماء نفسه ، ودون أية مراعاة لأهمية ذلك وانعكاسه على “جودة الحياة” وبدرجة أكبر حين تكون أيام مدارس وأعمال ونحو ذلك ، والأصعب حين يأتي قطع الماء لأي سبب ودون أن يسبق ذلك أية إنذار أو تنبيه سواءً بالاتصال أو بالرسائل ، أو أن تأتي الرسائل بعد حدوث الإنقطاع بساعات أو أيام ، أو أن تحدد يومًا أو أيام للانقطاع ثم لا تلتزم به بل تزيد قبل ذلك وبعده ! ، والأعقد حين يكون المستفيد مستأجرًا وليس مالكًا ، وبالتالي قد لا يعلم عن أي اشعار أو رسالة تُرسل من الشركة لجوال المالك ، ولذلك ليس من مسؤليات المستأجر وليس ذنبه أيضًا فيما لو لم يتنبه مالك العقار الذي يسكنه لرسائل أو اتصالات الشركة التي قد تكون وصلت أو لم تصل ! ، وليت شركة المياه الوطنية تستفيد من تجربة شركة الكهرباء والتي لا تفصل الكهرباء بأي حال من الأحوال عن المنازل ، وإذا كان ولا بُد من سياسة الفصل فيفترض على شركة المياه وبمجرد تواصل المستفيد وتعهده بحل الإشكالية العالقة إن كان هناك إشكالية سواءً فاتورة أو تحديث بيانات أو غيرها إعادة الماء فورًا ولو مؤقتًا ؛ تمامًا كما يحدث أحيانًا مع شركة الاتصالات حين تفصل الخط على العميل لعدم السداد لكنها ومع تواصله تُعطي أكثر من فرصة من خلال إعادة الخط مؤقتًا حتى قبل استكمال السداد ، فما بالك والحديث عن قطع الماء وبطريقة لا يُمكن تقبلها ولا تبريرها .
*الأسوأ من ذلك أن الشركة تُجري في أحيان كثيرة اصلاحات وصيانة دون أية اشعار أيضًا للمستفيدين ، وقد يحدث ومع ملاحظة انعدام أو ضعف الماء أن يتوقع المُستفيدون للوهلة الأولى أن الخلل لديهم ناتج عن مشكلة بالسباكة الداخلية ، أو بالدينموات أو العوامات أو غيرها ثم يُبادرون لاحضار السباكين والكهربائيين والميكانيكيين قبل الاستعانة بوايتات الماء ، وهذا بخلاف ما يتسبب به كل ذلك من تأثر وعطب للعوامات والسخانات وغسالات الملابس والصحون ، قبل أن يكتشفوا أن الخلل من المصدر -الشبكة العامة- حيث يظهر لهم لاحقًا وبعد استنزاف الوقت والمال والجهد والأعصاب أن هناك أعمالًا تجري للصيانة الدورية ! ، وأنها من ساهمت في ضعف تدفق الماء أو انقطاعه “ولا من شاف ولا من دري!” ، وهذا بات يتكرر في الأونة الأخيرة كثيرًا بعدة أحياء في الدمام ، وهنا أختم بنقل معاناة المتضررين مع تكرار وتزايد مشاكل الانقطاعات بلسان أطفالهم أي بالطريقة التي اعتمدتها شركة المياه الوطنية لتحقيق أقوى درجات التأثير :
“با با يقول لا تقطعوا الماء وخاصةً يوم الجمعة” !
بندر الشهري
Bandr88@gmail.com