رغم أن تعميم التعليم وإيجاد التخصصات قد أتاحت تطبيق الإختراقات الفردية العبقرية إلا أن الأوهام الرائجة عن نتائج التعليم والمبالغة المفرطة في توقُّعات الناس من التعلُّم اضطرارًا قد ابتذلت العلم كما يجب أن يكون وكما هو عند أهل الشغف الذاتي التلقائي فالشغوفون بالمعرفة يجدون في العلم أعمق المباهج وأعذب المسرات …..
لقد لاحظ عالم الفيزياء الشهير ريتشارد فاينمان بأن الدارسين حتى في أشد المجتمعات ازدهارًا يفتقرون إلى متطلبات العلم لذلك نبَّه الدارسين إلى أن الدخول الحقيقي في دنيا العلم يتطلب العديد من المتطلبات التي لا تحصيل للعلم إلا بها وهذه المتطلبات كثيرة لكن يمكن إيجاز بعضها كما يرى فاينمان بما يلي:
– الشغف التلقائي العميق بالمعرفة والاندفاع إليها لذاتها وليس من أجل الشهادة أو الوظيفة …..
– إن العلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كل اهتمامك وأفرغت فيه كل طاقتك حتى تتشبع ذاتك بالمعرفة الموضوعية فتعيش الأجواء العلمية بكل أعماق ذاتك …..
– المعرفة الموضوعية المعتَبَرة لا تقوم على أشتات المعلومات وإنما تتطلب اقتران العمق بالاتساع وهذا يستوجب الاستقصاء والدقة والابتهاج ……
– الجهل غامر أما المعرفة فتبقى ضحلة وسطحية ما لم يتمرس الشخص بأعمق أعماقها وهذا يستوجب التعود على نقد الذات وإدراك القصور والعمل على تجاوز النقائص التلقائية …..
– الواقع الاجتماعي ليس مصدرًا موثوقًا للمعرفة الموضوعية فإذا طرأتْ على ذهنك فكرة معارضة للتفكير السائد فلا تتخلى عنها إلا بعد إخضاعها للتجربة والاستقصاء فربما أدت إلى اختراق علمي باهر …..
– على الشخص أن يلتزم بما يعتقد أنه الصواب ولكن يجب قبل ذلك أن يتحقق الفرد من أنه فعلا يلتزم بالصواب وليس مجرد ظن أو توهُّم …..
– النقائص هي الأصل في كل شيء بشري والإنسان خطَّاءٌ فعلى الشخص أن يتقبل الإخفاق وأن يعترف بالخطأ فكل النجاحات كانت مسبوقة بإخفاقات وبأخطاء …..
– الحياة كفاح لا يهدأ ولا نجاح في مجال العلم والعمل إلا بالإقدام والمخاطرة ….
هذه بعض متطلبات العلم كما يراها العالم الشهير ريتشارد فاينمان وقد تصرفت في الصياغة لأن المهم إيصال المعنى بأوفى قدر مستطاع.
0