المقالات

فقراء مكة المستأجرون وشركة المياه الوطنية

في مكة المكرمة، نجد ثلاثة أنواع رئيسية من المساكن المؤجرة:
1. الفنادق
2. الشقق المفروشة
3. مساكن الحجاج

الفنادق والشقق المفروشة مُصرح لها من هيئة السياحة وتُؤجر طوال العام لقربها من الحرم، ويتم التعامل معها من قِبل شركة المياه الوطنية على أنها منشآت تجارية، وهذا أمر مفهوم. أما مساكن الحجاج، المُصرح لها من لجنة إسكان الحجاج، فهي تؤجر فقط خلال موسم الحج، وتظل خالية باقي العام لبعدها عن الحرم.

ما يثير الانتباه أن هذه المباني غالبًا ما تُستأجر من قِبل مواطنين من ذوي الدخل المحدود خلال غير موسم الحج، حيث يتم إخلاؤها عادة في منتصف شهر ذي القعدة لسكن الحجاج. هؤلاء المواطنون يواجهون معاناة كبيرة بسبب اضطرارهم للنقل المتكرر وصعوبات الحياة اليومية. ومع ذلك، فإن ما يزيد من معاناتهم هو التعامل مع فاتورة المياه بالسعر التجاري طوال العام، مما يُفقدهم الميزة الاقتصادية التي كانوا يطمحون إليها من انخفاض الإيجار، حيث يتم تحويل ما يوفرونه في الإيجار إلى دفع تكاليف المياه المرتفعة.

محاولة حل المشكلة

في وقت سابق، أيّد معالي وزير البيئة والمياه السابق المهندس عبدالله الحصين توصيات لجنة مصلحة المياه بالتعامل مع هذه المباني بالسعر التجاري فقط خلال موسم الحج، وبالسعر العادي لباقي العام، أسوة بالمواطنين في المساكن الخاصة. ولكن هذه التوصيات لم تُفعّل بسبب رأي شركة المياه الوطنية التي أبدت صعوبة في التمييز بين الاستخدام السكني والتجاري.

ردود على مبررات الشركة

1. تمييز الاستخدام:
يمكن لشركة المياه تمييز المباني المستخدمة كمساكن للحجاج بناءً على أنها تُؤجر لمدة محدودة خلال موسم الحج وتظل خالية باقي العام.
2. التأجير الإلكتروني:
جميع عقود تأجير مساكن الحجاج والمعتمرين تتم عبر المسار الإلكتروني لوزارة الحج، مما يجعل التلاعب شبه مستحيل.
3. نظام إيجار:
عقود التأجير بين المواطنين والملاك تُسجل حاليًا عبر نظام “إيجار”، ما يُسهل التمييز بين الاستخدام السكني والتجاري.
4. إدارة استهلاك المياه:
يمكن لشركة المياه وضع تسعيرة تقديرية لاستهلاك المياه خلال موسم الحج، بناءً على بيانات المسار الإلكتروني ووزارة الحج، مما يضمن العدالة للمواطنين الفقراء.

دعوة للعدالة

ما ينطبق على مكة المكرمة ينطبق أيضًا على المدينة المنورة. وبالتالي، فإن الحل يكمن في أن تتبنى شركة المياه الوطنية منهجًا يُميز بين الاستخدام التجاري والسكني لهذه المباني، مع وضع تسعيرة عادلة لاستهلاك المياه في فترة الحج.

نداء للجهات المعنية

نأمل من شركة المياه الوطنية، وخصوصًا إدارتها الشابة الجديدة، أن تعمل على تطبيق هذه التوجيهات أو ترفع بها للجهات العليا لإيجاد حل لهذه المعاناة. ولاة الأمر، أيدهم الله، حريصون على تخفيف الأعباء عن المواطنين، ومثل هذه المبادرات تحقق عدالة اجتماعية تخدم الصالح العام.

والله من وراء القصد.
مدير شرطة العاصمة المقدسة سابقًا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى