المقالات

معرض المخطوطات السعودي 2

التوثيق لتاريخ الأمة قديمًا كان يعتمد على المخطوطات لجميع الأمم عبر النصوص المكتوبة يدويًا قبل اختراع الطباعة، سواء للكتب أو الوثائق التي كتبت بالطرق التقليدية باستخدام القلم والحبر على الورق أو البردي أو الجلد. أصبحت تلك المخطوطات جزءًا من التراث الثقافي والحضاري لفترات زمنية محددة، تغطي موضوعات متنوعة في مجالات العلم، الدين، الأدب، التاريخ، والفلسفة.

ومن هذا المنطلق، يأتي معرض المخطوطات السعودي 2 بشعار “حكايات تُروى لإرثٍ يبقى”، حيث يُعرض مجموعة نادرة من المخطوطات التاريخية لأول مرة، تغطي مجالات معرفية متنوعة. يبرز المعرض جهود المملكة في الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي من خلال المخطوطات النادرة والقيمة، التي تمثل إرثًا حضاريًا عريقًا يربط الأجيال المعاصرة بالماضي الفريد.

يمثل المعرض منصة لعرض المخطوطات النادرة من مراحل تاريخية مختلفة، لتعزيز الاعتزاز بالهوية الثقافية وإبراز الإسهامات العلمية للعلماء والمفكرين السعوديين عبر العصور. يعتمد المعرض على استخدام التقنيات التفاعلية الحديثة في العرض، بالإضافة إلى تنظيم ورش عمل متخصصة وتقنيات رقمية وأقسام تعليمية لنشر الوعي الثقافي بأهمية المخطوطات. كما يشجع على البحث العلمي ويعزز التواصل الثقافي والتعاون مع المؤسسات الثقافية الدولية، مما يعكس صورة إيجابية عن المملكة كحاضنة للتراث العالمي وحامية له، ويعزز التواصل مع الثقافات الأخرى والترويج للثقافة السعودية من خلال تعليم الآخرين وتثقيفهم عن المملكة ووثائقها المكتوبة، لدعم السياحة الثقافية.

بهذا يصبح المعرض حدثًا ثقافيًا ومنصة تجمع بين التثقيف والتوعية والحفاظ على التراث، وتقوية العلاقات الثقافية مع العالم، في إطار دعم مسيرة المملكة ومكانتها الدولية المؤثرة.

الحقيبة الإعلامية: أداة محورية لنجاح المعرض

عزّزت الحقيبة الإعلامية من مكانة المعرض، إذ لخصت الجهود المبذولة لإبراز التراث الثقافي التاريخي للمملكة بتنوع محتواها وجودتها البصرية العالية، من خلال تصاميم جذابة وصور واضحة تُعزز الهوية السعودية. اعتمدت الحقيبة على أدوات تفاعلية مع الجمهور عبر روابط إلكترونية تستفيد من التقنيات الحديثة، مما جعلها أداة محورية لتحقيق أهداف المعرض في نشر الوعي عن التراث الوطني وربط الحاضر بالماضي والتأكيد على أهمية الحفاظ على الثقافة الوطنية.

إلى جانب الحقيبة الإعلامية، يُقدم المعرض ورش عمل ودعمًا أكاديميًا، ويستفيد من التغطية الإعلامية الشاملة عبر الصحف الرسمية ووسائل التواصل الاجتماعي. الحقيبة الإعلامية صُممت بشكل جذاب من حيث الشكل والمضمون، واحتوت على معلومات شاملة عن هيئة المكتبات، برؤيتها ورسالتها وأهدافها، وتعزيز المشاركة المجتمعية، وتطوير الكفاءات الإدارية والتشغيلية. كما ضمت معلومات عن المعرض وأهدافه ورسائله الاتصالية، بالإضافة إلى الترويج الإعلامي الذي يجعل المعرض يُقدم وفق معايير دولية تناسب مكانة وحجم المملكة في المجتمع الدولي.

• عضو هيئة تدريس سابق بقسم الإعلام – جامعة أم القرى، مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى