في مقبرة العباس، ودّعنا أخانا وصديقنا الشاعر الأستاذ دخيل الله أبو طويلة الخديدي، في وداع مؤلم وحزن عميق، مؤمنين بقضاء الله وقدره. بينما نواريه الثرى، استرجعت ذكرياتي معه في مراحل الدراسة بمدرسة الدار الحمر، وفي لقاءات الطفولة.
تذكرت زيارتي له في بداية مرضه، وأخذي له إلى مكتب جريدة “الندوة” خلال عملي بها، وحرصي على اصطحابه لحضور الأمسيات بنادي الطائف الأدبي. كنت أترجاه ليعود إلى محبيه ومتابعيه، وأحياناً كنت أفوز بموافقته ونذهب معاً إلى النادي.
كثيراً ما كنت أتصل به للاطمئنان عليه، وكان يطمئنني بأنه بخير. لكن أمس كانت الصدمة حين تلقيت خبر وفاته من أخي اللواء مساعد العتيبي. شعرت بالألم مضاعفاً عند وداعه الأخير، حيث ووري جثمانه ثرى مقبرة العباس، وسط حضور جمع كبير لتوديع شاعرنا العزيز.
لله ما أعطى وله ما أخذ. رحمه الله رحمة الأبرار وأسكنه جنات النعيم.
أبو طويلة في ذاكرة الأدب
لم يكن وجود أبو طويلة عابراً في المشهد الأدبي. كان أديباً بارزاً ترك بصماته في ساحات الشعر والثقافة. عرفه زملاؤه في المدارس والجامعة، ومتا بعوالأمسيات والفعاليات الثقافية. له دواوين عديدة أثرت الساحة الأدبية، وجعلت رحيله خسارة كبيرة.
رثاؤنا له ليس مجرد كلمات، بل تعبير عن ألم فقد الأحبة. ومع أن فقدانهم يؤلمنا، إلا أننا نستسلم لقضاء الله وقدره، ونحاول لملمة الجروح والمضي قدماً في الحياة، رغم أن ذكراهم لا تفارقنا.
الأقلام تتعثر، والكلمات تغيب في مثل هذه اللحظات. نحن ننعي صديقاً وأخاً وزميلاً، ونسلم بأقدار الله. رحم الله “أبا تميم” وغفر له، وأعاننا على فراقه.
إنهم السابقون ونحن اللاحقون. لله في خلقه شؤون، ولا حول ولا قوة إلا بالله.