المقالات

الإعلام يقود المرحلة.. تنبيه مهم

لا دليل أكثر وضوحًا على أن الإعلام سيقود المرحلة القادمة إلا ما يتردد حول نوايا الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في تعيين “بيت هيغسيث”، الصحفي في شبكة فوكس نيوز والضابط السابق في الجيش الأمريكي، وزيرًا للدفاع، إلى جانب إسناد منصب حكومي لإيلون ماسك، مالك منصة X ، تحت مسمى “مراقب كفاءة الأداء الحكومي”، وهو في الحقيقة دور أشبه بوزير الدعاية بأسلوب حديث.

ماسك يمتلك منصة تواصل اجتماعي عالمية وأقمارًا صناعية تغطي الكرة الأرضية، مما يمنحه قوة تأثير غير مسبوقة. ومع ذلك، فإن هذه التعيينات، إن تمت، ستواجه عقبات كبيرة في الكونغرس، بسبب ضعف سيرة “هيغسيث” وضخامة المنصب المرشح له، وغموض مسمى منصب ماسك وأهدافه.

المرحلة القادمة تنبئ بمعركة إعلامية شرسة تستخدم فيها أدوات مثل الدعاية السوداء، التعتيم، التضليل، تشويه الصورة النمطية، وغسيل الدماغ لإقناع الرأي العام العالمي بتغيير النظام العالمي بما يتوافق مع أجندة الغرب. والسؤال الذي يفرض نفسه الآن: ماذا أعد العرب لهذه المواجهة؟

على الإعلام العربي أن يستعد بخطط استراتيجية، فلا مكان للمتفرجين في هذه المعركة التي ستسبقها وترافقها حملات إعلامية ضخمة. وجود ماسك وهيغسيث في حكومة ترامب يعكس استعدادًا غربيًا لاستغلال الإعلام كسلاح رئيسي في الأحداث المقبلة، بطريقة مشابهة لما فعله “جوبلز”، وزير الدعاية في حكومة هتلر، الذي كان يمهد المدن لسقوطها دون إطلاق رصاصة واحدة بفضل الدعاية.

المرحلة القادمة تتطلب حضور إعلامي عربي متخصص، وخبراء قادرين على المواجهة. وإن كنت ترى في هذا مبالغة، انتظر القادم لتشهد بنفسك.

إن موعدكم ترامب، وما ترامب عنكم ببعيد.
أستاذ الإعلام الدولي

د. محمد هندية

استاذ الإعلام الدولي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى