المقالات

البحث العلمي والمناطق الأثرية

أتناول هنا موضوعًا هامًا لتطوير السياحة والثقافة في المملكة العربية السعودية، بالاعتماد على البحث العلمي والممارسات الحديثة لتعزيز الهوية الوطنية وإنعاش الاقتصاد، مع ربط ذلك برؤية المملكة 2030، باستخدام أساليب دقيقة لتحقيق نتائج موثوقة.

في أحد المقالات السابقة، ذكرت أهمية تقويم الأداء والبحث العلمي للقطاعين العام والخاص وإمكانية مساهمته في تطوير أداء المنظمات، بما في ذلك قطاع السياحة في المملكة. يتجلى ذلك ببعده الثقافي في تعزيز الهوية الوطنية وربط الزوار بتاريخ المملكة وتراثها، وببعده الاقتصادي في دعم الاقتصاد الوطني. يتطلب تحقيق هذا الهدف تعاون الجهات الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى اعتماد منهجية علمية شاملة تجمع بين البحث الميداني (كالاستبيانات والمقابلات) والتحليل الإحصائي لقياس الفاعلية، ما يضمن نتائج دقيقة ومفيدة.

لضمان النجاح، لا بد من ربط هذا التوجه برؤية المملكة 2030، والتركيز على جودة الخدمات السياحية، مع الاستفادة من الدراسات السابقة المتعلقة باستخدام القوة الناعمة لتعزيز مكانة المملكة. كما يجب مقارنة النتائج بمناطق أخرى، مثل العلا وغيرها من المواقع السياحية، مع التركيز على دراسة استخدام التطبيقات الذكية، مثل شاشات العرض الرقمية والتقنيات الحديثة كالواقع الافتراضي، لتعزيز تجربة السائح. علاوة على ذلك، تسهم وسائل التواصل الاجتماعي بشكل فعال في تسويق الفعاليات والمواقع التراثية عالميًا.

أشار معالي وزير السياحة أحمد الخطيب إلى أن نسبة الزوار الأجانب لأغراض الترفيه بلغت 27% خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2024، مقارنةً بـ14% خلال العام الماضي. وأوضح أن هذا يشكل مؤشرًا إيجابيًا ومشجعًا. كما شهدت محافظة العلا زيادة في نمو السياح بنسبة 59% وفقًا لمنظمة السياحة العالمية، حيث تستهدف المملكة 127 مليون سائح بحلول عام 2025.

يتطلب تحقيق هذا الهدف التركيز على الاستدامة السياحية لتحسين جودة الخدمات والمرافق، وضمان جاذبية طويلة الأمد للسياح. كذلك، ينبغي الاهتمام بالمواقع التاريخية وتعزيز الشراكات بين القطاعات المختلفة، مع التركيز على الجودة والابتكار، ودعم الهوية الوطنية والاقتصاد الوطني. كما أن توظيف التكنولوجيا الحديثة وتعزيز استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يسهمان في تحسين تجربة السائح وتسويق الوجهات السياحية بفعالية.

تؤكد هذه الجهود على أهمية البحث العلمي في تعزيز السياحة، ودعم الاستثمار المحلي والدولي، ورفع مستوى الوعي الثقافي لإبراز المملكة كمركز ثقافي عالمي. ولذا، لدينا إطار متكامل لتحقيق أهداف ثقافية واقتصادية تعزز الاقتصاد المحلي وترفع مكانة المملكة عالميًا.

وزارة الثقافة تشجع هذه الدراسات لأنها تتماشى مع رؤية المملكة وتدعم السياحة والاقتصاد الوطني. وقد سبق لي وزميلي الباحث مصلح الفرحان العتيبي -رحمة الله التعاون مع وزارة الثقافة في دراسة بعنوان “مدى استخدام العلاقات العامة بوزارة الثقافة السعودية للقوة الناعمة في تعزيز مكانة المملكة العربية السعودية في المجتمع الدولي”، والتي نُشرت في مجلة الأمير سعود الفيصل – رحمه الله.

• ماجستير في العلاقات العامة

صالح عبدالحفيظ

ماجستير في العلاقات العامة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى