لدراسة واقع التربية على المواطنة البيئية أهمية في غرس العديد من المعارف والقيم والمهارات ذات الصلة بالبيئة، ولكن لا يعد ذلك كافيًا لطالما لم يتم التطرق لمستقبلها، المستقبل الذي يكشف عن كل ما يحتاجه الأفراد من حلول مناسبة للتصدي للمشكلات البيئية والعمل على حلها من أجل صيانة وحفظ البيئة. لذا، فإن التطلع لمستقبل التربية على المواطنة البيئية أمر في غاية الأهمية، فعلى جميع الجهات المعنية بالبيئة والمهتمين بها والمربين أن يضعوا ذلك ضمن أولوياتهم. كما أن الاهتمام المتزايد والواسع بالبيئة واضح منذ سنوات طويلة، وخصوصًا مع وضع أهداف التنمية المستدامة التي من ضمنها حماية الأرض، ووجود العديد من المؤسسات والجهات الحكومية والخاصة ذات الصلة بالبيئة. لذا، فإنه من المتوقع أن تكون التربية على المواطنة البيئية من الأساليب النافعة في توجيه سلوك الأفراد نحو التعامل السليم مع البيئة.
ومن الإجراءات التي ينبغي اتباعها لمستقبل التربية على المواطنة البيئية، المناهج الدراسية وبشكل خاص مناهج الدراسات الاجتماعية بمراحل التعليم العام، وكما هو معلوم؛ فإن مناهج الدراسات الاجتماعية تُعنى بتدريس الموضوعات المتعلقة بالبيئة، ومما يؤخذ عليها تركيزها على الجانب النظري وإغفال الجوانب التطبيقية. لذا؛ ينبغي إلزام الجهات المسؤولة عن التعليم بتضمين موضوعات تتحدث عن التربية على المواطنة البيئية منذُ نشأتها، والتي تعود إلى الدين الإسلامي الحنيف. وماهيتها، والتي تتمثل في إلمام الأفراد بالحقوق والواجبات البيئية، التي ينبغي أن يلتزموا بها ويقوموا بأدائها على أكمل وجه. ومن بين تلك الإجراءات أيضًا، رسم الأهداف التي تسعى التربية على المواطنة البيئية إلى تحقيقها، ومنها تزويد الطلبة بالقيم والمهارات اللازمة لمواجهة التحديات البيئية، والتي تعزز من اتخاذ القرارات المستنيرة لمواجهة المشكلات والقضايا البيئية، وذلك من أجل زيادة خلق وعي بيئي لمواجهة التحديات البيئية، لتتحول تلك القيم والمهارات إلى ثقافة راسخة تعمل بدورها على تكوين المواطن البيئي، وصولًا إلى تطبيقها على أرض الواقع، تطبيقًا يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة.
وعليه؛ فإنه يجب الاهتمام بأبعاد وقيم التربية على المواطنة، التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا ببعضها البعض، وتشكل الأساس ونقطة البداية للعديد من أنماط التربية على المواطنة بشكل عام، والتي تساعد الطلبة على فهم أبعاد وقيم التربية على المواطنة البيئية بشكل خاص. ومنها، البعد القيمي والمهاري. كما يجب التنويه على أن الاهتمام بأبعاد التربية على المواطنة البيئية يسهم في خلق جيل لديه فاعلية ونشاط في الاهتمام بحل القضايا والمشكلات البيئية، والحفاظ على مواردها، ويمكن تنمية ذلك من خلال ما يُقدم في المناهج، ولا سيما مناهج الدراسات الاجتماعية وما يصاحبها من أنشطة صفية ولا صفية، لرفع مستوى المسؤولية لدى الطلبة. إذ ترتبط التشاركية البيئية بتفاعل المؤسسات التعليمية مع القضايا والمشكلات البيئية من أجل القضاء عليها، وذلك من أجل خدمة المصلحة العامة للمجتمع.
هذا وقد برزت العديد من الجمعيات البيئية في المملكة العربية السعودية، لتدعو إلى الإصلاح البيئي، وإشراك أفراد المجتمع في حماية البيئة بشكل منظم ومدروس، وذلك من أجل المساهمة في تحقيق رفاهية المجتمع، ومن الجهود التشجيع على إعادة تدوير النفايات، وحملات نظافة المجتمع. ومن جانب آخر، فقد حرصت المملكة العربية السعودية على الكثير من المبادرات البيئية منها أسبوع البيئة، والذي يُقام سنويًا، ويشارك فيه العديد من الجهات الحكومية والخاصة، والذي يهدف لتوعية المجتمع بيئيًا، والذي ينبغي أن يتفاعل معه الطلبة، وذلك من خلال تسليط الضوء على أهمية المشاركة البيئية لتحفيزهم على تحمل المسؤولية.
ومن هنا يتم تفعيل التربية على المواطنة البيئية في العملية التعليمية، والتي بدورها تعمل على ترسيخ وتنمية معارف وقيم ومهارات التربية على المواطنة البيئية في نفوس الطلبة، ومساعدتها في بلوغ أهدافها، وجعلها هدفًا تربويًا يتجاوز الطلبة بمقتضاه المعرفي للوصول إلى المواطنة الصالحة التي هي الهدف الرئيس لمناهج الدراسات الاجتماعية.
* باحثة في مجال المناهج وطرق تدريس الدراسات الاجتماعية
جامعة أم القرى
كلام جميل يعطيك العافية استاذة وفاء كثر الله من امثالك يؤسفني ان على الرغم من الجهود من اغلب الجهات لتنمية الغطاء النباتي الا ان هناك نقاط مقللة ومانعة من التأثير على هذا الجيل وهي:
١- الاسابيع او الحملات التي تقام للتصوير فقط
٢-هناك تناقض امام الاجيال في المحافظة على البيئة فيما تقوم به بعض الجهات الحكومية وغير الحكومية والرياضية
٣- عدم التوعية الكافية الصحيحة من خبرات مختصة من خلال القنوات التلفزونية والمباشرة والجوالة
٤- عدم طرح حوافز تساهم على المحافظة على البيئة منها ادوات النظافة
٥- وضع ضوبط وعقوبات غير منطقية واجراءات تعامل تجعل النشئ يكره البيئة حتى الاستمتاع فيها