المقالات

بلادنا: قصة نجاح لا تنتهي!

يأتي فوز المملكة باستضافة كأس العالم عام 2034 وقبلها الفوز باستضافة إكسبو 2030، والفوز باستضافة كأس آسيا 2027 كجزء مكمل وهام وتتويج لرؤية 2030، الذي يعتبر تحويل المملكة إلى واجهة رياضية عالمية من أهم أهدافها، باعتبار الرياضة مقوم أساس ورئيس للقوة الناعمة التي أصبحت سلاح التقدم في هذه الحقبة من تاريخنا المعاصر.
وعندما يحصل الملف السعودي لدى الفيفا على تقييم غير مسبوق في تاريخ ملفات الدول المتقدمة لاستضافة كأس العالم منذ انطلاقتها عام 1930، بحصوله على 4.18 من 5، واصفاً المخاطر بأنها متوسطة، فيما وصف ملف مونديالي 2026 و2030 بـ “عالي المخاطر”، فإن ذلك يقدم الدليل على المكانة التي وصلت إليه المملكة كدولة لها ثقلها على الخريطة الدولية. كما أن إعلان سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تأسيس الهيئة العليا لاستضافة كأس العالم 2034 عقب إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) هذا الفوز مباشرة يقدم دليلاً آخر على جاهزية المملكة وأهليتها للقيام بهذه المهمة على أكمل وجه من خلال توظيف إمكاناتها وجهودها لتحقيق نجاح مبهر لهذا الحدث الذي سيجري على أراضيها. إلى جانب التزام السعودية بتقديم نسخة مميزة من الحدث الأهم في عالم كرة القدم، حيث ستكون أول دولة في التاريخ تستضيف هذا المحفل بمشاركة 48 منتخباً من جميع قارات العالم. ويعكس ذلك الدعم والاهتمام غير المسبوق الذي يحظى به القطاع الرياضي من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان.
ويمكن للمرء أن يستشف من خلال ردود فعل هذا الحدث الرياضي الهام على الشعب السعودي، عندما تعالت مشاعر الفرحة والفخر لدى المواطنين، ليصبح هذا الحدث الرياضي العالمي المرتقب حديث الساعة على جميع المستويات، لما عرف عن الجمهور السعودي من شغف كبير بكرة القدم، ولما ستتيحه هذه الاستضافة من تحقيق الحلم الذي تحقق بعد أن طال انتظاره.
ويأتي قرار الفيفا بفوز المملكة باستضافة كأس العالم عام 2034 خطوة مهمة على طريق التطور الكبير الذي شهدته المملكة في السنوات الأخيرة بفضل مبادرات رؤية المملكة 2030، بعدما استقطبت المملكة عددًا من نجوم الكرة العالمية، الذي أسهم في زيادة التفاعل الجماهيري وتعزيز الشغف باللعبة، ما جعل هذا الاهتمام يتجلى أيضًا في استضافة المملكة للعديد من البطولات والفعاليات الرياضية الكبرى.
السعودية قدّمت ملفًا متكاملًا ومبهرًا لاستضافة كأس العالم 2034 تحت شعار “معًا ننمو”، حيث يشمل الملف مشاريع تطويرية ضخمة، مع التركيز على خمس مدن رئيسة هي الرياض، جدة، الخبر، أبها، ونيوم، وذلك بهدف خلق بيئة استثنائية من خلال توفير خدمات لوجستية مبتكرة وفعاليات ترفيهية تستمر طوال فترة البطولة.
استضافة المملكة لكأس العالم 2034 من شأنه وضعها على الخارطة العالمية كدولة تهتم بجودة الحياة والتطور الحضاري والإنساني، وتعزيز وترسيخ مكانتها في الساحة الرياضية على مستوى العالم، وتعريف العالم بالمملكة ثقافة وفكرًا وتراثًا، وجذب السياح وما يعنيه ذلك من دعم للاقتصاد الوطني، إلى جانب جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وغير المباشرة، كما سيوفر فرصة عظيمة لعرض مجموعة من المشاريع الضخمة المرتبطة برؤية 2030، ومنها مشروع نيوم، ومشروع البحر الأحمر الذي يعد وجهة سياحية راقية، ومشروع القدية (وهو مدينة ترفيهية تضم حدائق ترفيهية ورياضات وغيرها من عوامل الجذب)، ومشروع الدرعية، تلك المشاريع التي ستكون في ذلك الوقت قد خرجت الى حيز الوجود بإذن الله، والتي ستشكل منطقة جذب سياحي ثقافي متميز. كل ذلك سيؤدي إلى حصول بلادنا العزيزة على مكاسب وطنية ورياضية واقتصادية على مستوى الصورة والسمعة والقوة الناعمة.
كم نحن محظوظين وتملؤنا مشاعر الفخر والاعتزاز بكوننا ننتمي إلى هذه الأرض الطيبة المباركة التي شرفها الله بخدمة الحرمين الشريفين والحجاج والمعتمرين، وحيث أنعم الله علينا – وله الحمد على ما أعطى- بنعم لا تعد ولا تحصى، يأتي في مقدمتها نعمة القيادة الرشيدة التي يتركز همها على خدمة الوطن وتقدمه وإعلاء هامته ليكون وطنًا متميزًا بين الأوطان، وخدمة المواطن وتحقيق الحياة الهانئة له.
ولا شك أن ما تحقق وما يتحقق في أرض الحرمين الشريفين من إنجازات تتوالى إنجازًا بعد إنجاز هو ثمرة جهد جهيد يقوم به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده المحبوب الأمير محمد بن سلمان الذي رسم على أرض الواقع وعلى هذه الأرض المباركة أعظم قصة نجاح في القرن 21.

د. سونيا أحمد مالكي

طبيبة - مديرة إدارة الصحة المدرسية بتعليم جدة سابقًا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى