المقالات

عصر الاستثمار في الابتكار

يُعد الاستثمار في الابتكار عاملا أساسيا في تحقيق التنمية الاقتصادية وتعزيز عمليات التغيير والتقدم الاجتماعي. كما أنه يمثل أهمية حيوية لنجاح أي أمة وتميزها في المنافسة العالمية. ولا يخفى على ذي لب حرص المملكة العربية السعودية الكبير في الخمس سنوات الماضية على التعامل والتفاعل بدقة في تعزيز الابتكار. ومن ثم تتحدد أهمية الابتكار و لأهمية غرس مفهوم الابتكار في المجتمع حيث تظهر أهمية الابتكار عندما يدرك متخذو القرار في هذا البلد العظيم الذي يسير وفق خطط استراتيجية واضحة. وهنا تظهر الحاجة للابتكار لإيجاد حلول وبدائل لتحسين وتطوير الأداء لبلوغ الأهداف، حيث تسعى إلى التحديث المستمر لأنظمة العمل بما يتفق والمتغيرات التي تحيط بها، وزيادة فعالية القرارات المتخذة لحل المشكلات في جميع المستويات الإدارية استخدام طرق إبداعية جديدة تزيد من قدرتها على مواجهة التغيرات البيئية؛ مما يدعم الاستقرار الوطني. كما أن وجود مناخ جاذب للإبداع يساعد على تطوير وتحسين الخدمات وتحسين جودة المنتجات بما يعود بالفائدة على الفرد والمجتمع وينطلق الى افاق تمكين المجتمع من النمو والاستقرار وإكسابها ميزة تنافسية من خلال تحسين الصورة الذهنية في أذهان عملاء المؤسسات المختلفة وتقليص المدة الزمنية بين تقديم المنتجات المبتكرة. كذلك استغلال موارد المنظمة الاستغلال الأمثل عن طريق تطبيق أساليب علمية حديثة. ويظهر ذلك بشكل جلي وواضح من خلال التوجه التقني لمؤسسات الدولة الخدمية مثل نظام ابشر الذي يعد الأول من نوعه على مستوى العالم.
كذلك فإن السعي نحو الاستفادة من رأس المال البشري وقدرات الشباب وهم عماد هذا الوطن العظيم الذي يشيد قادته به في كل محفل وطني أو عالمي يعزز أهمية إتاحة فرص البحث عن الجديد في العمل والتعامل مع الأحداث بأساليب مبتكرة، وتنمية القدرات الفكرية والعقلية وإتاحة الفرص للشباب في التطوير وتوظيف تلك القدرات والتي تعد من أهم توجهات المملكة العربية السعودية.
وقد أشارت دراسات عالمية عديدة إلى ارتباط الابتكار بالتنمية المستدامة في كافة قطاعات المجتمع ارتباطا وثيقا، فالابتكار هو التنفيذ العملي للمعرفة أو الأفكار أو الاكتشافات، مما يؤدي إلى إدخال منتجات جديدة وطرق إنتاج وتغييرات في العمليات التنظيمية وفتح أسواق، أو موارد جديدة؛ مما يجعل الابتكار داعمًا مهمًا للتنمية الاقتصادية وشرطًا أساسيًا للنمو الاقتصادي والتقني لأي مجتمع، وهو ما يعود بالطبع على رفاهية المجتمع وتطوره. وهذا يتوافق بشكل كبير مع ما انتهت إليه دراسات علمية رصينة بضرورة اهتمام المجتمع بنشر ثقافة الابتكار المستدام لما له من آثار اجتماعية وبيئية واقتصادية تتوافق مع الركائز الثلاث للتنمية المستدامة. وهي: نمو اقتصادي مستدام. تنمية اجتماعية مستدامة. حماية مستدامة للبيئة ومصادر الثروة الطبيعية وهذه العناصر لا شك تمثل أسس الرؤية الوطنية الطموحة 2023 والتي بدأنا نتاج التخطيط المميز لها والتنفيذ المنهجي الاستراتيجي لأهدافها.

أ.د. أماني خلف الغامدي

جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى