المقالات

أذية الآخرين .. منهج حياة عند البعض !

فئة من الناس لا تطيب الحياة لهم إلا بعد أن يعكّروا على الآخرين حياتهم ، ولا يهدأ لهم بال حتى ينتصروا لذاتهم حتى وإن كانوا على غير حق ، سعادتهم تكمن في قلب أفراح من حولهم إلى أتراح ، وصحتهم إلى معاناة مع الأمراض وخاصة النفسية ، هم يحسدون الناس على ما أتاهم الله من فضله ، ويتمنون زوال النعمة عنهم ، حديثهم في أعراض الناس ، ونشر عيوبهم وفضح أسرارهم ، وقد يصل الأمر إلى نعتهم بما ليس فيهم .
وهناك نماذج كثيرة الأول منها : من اعتاد على نقد الآخرين وفي مقدمتهم أئمة المساجد سواء بالإطالة في الصلاة أو التخفيف ، والتبليغ عنهم عند تأخرهم عن الإمامة أو غيابهم ، تراه يتدخل فيما لا يعنيه فيقوم بإطفاء المكيفات أو تخفيضها ، أو رفع فتحاتها أو تسكيرها ، وفتح النوافذ أو غلقها ، تجده يُحرّض هذا ويطعن في ذاك ، ويبحث عن أي شيء ليتدخل فيه برأيه حتى وإن كان خاطئا، في حين لايسمح لأحد بنقده أو توجيهه إلى الصواب لأنه بلغ به الغرور أن يرى نفسه أكبر من الوقوع في الخطأ.
النموذج الثاني : من لا يأمن جاره بوائقه ، فتراه يتابع جيرانه في دخولهم وخروجهم ، وماذا يلبسون وماذا يأكلون ويشربون ، بل انه ينقل كل ما يشاهده عنهم لأصدقائه ولمن يجلس معهم ، دون أن يعلم أنه بهذا الفعل يصبح منبوذاً من الجميع ، لأنهم يعلمون جيداً أن من تحدث في غيرك سيتحدث عنك ، ومن نم لك سينم عليك .
النموذج الثالث : من جعل محاربة الآخرين اسلوب حياة ، فهوا صديق الادارات الحكومية ، ويعتبرونه عيونهم بالابلاغ عما يقوم به الآخرون من اعمال ، حتى لو كانت في أملاكهم من اراض وعقارات وغيرها فيدعي أنها تعديات ، ويعتقد أن الناس لا يعرفون منهو المبلغ ، بينما الجميع يعرف عنه كل شيء ، لكنهم لايستطيعون مواجهته اتقاء لشره ، وهذه الفئة تنشط خاصة في الأرياف والمواقع البعيدة عن المدن الكبرى .
كلنا أمل أن يتحرر هؤلاء من عقدهم النفسية ، وأن يأخذوا بنصائح من حولهم ،وترك هذا السلوك ليكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع ، وأن يحبوا للناس ما يحبونه لأنفسهم ، عندها سيرون تغير نضرة المجتمع فيهم ويكسبون محبة الجميع .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى