لا شك أن استقطاب الكفاءات المميزة والمبدعة في مختلف المجالات يمثل خطوة مهمة وإيجابية ستساهم في دفع عجلة التنمية والتطور والنماء في المملكة. فالمفكرون والمبدعون الذين صدرت الموافقة الملكية الكريمة بمنحهم الجنسية السعودية، من خلال إنتاجاتهم وجهودهم في تخصصات مختلفة، بالإضافة إلى تاريخهم العلمي والعملي الذي أهّلهم لبلوغ درجات علمية مميزة، هذه الخطوة بلا شك ستنعكس إيجابًا على الوسط المحلي السعودي. كما أنها ستدعم وتعزز الكفاءات الوطنية، وتساهم في تطوير الخدمات ورفع القدرة التنافسية للمملكة مع دول العالم الأخرى في مختلف المجالات، مما يدعم تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.
إن حرص حكومة المملكة العربية السعودية على استقطاب الكفاءات المميزة في شتى المجالات، ومنها العلماء الشرعيون، وعلماء الطب والصيدلة والرياضيات والحاسب والتقنية والزراعة والطاقة النووية والمتجددة، وكذلك الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، إضافة إلى هندسة البرمجيات، والروبوتات، وعلوم الفضاء والطيران، يبرز رؤية المملكة الطموحة.
لا تقتصر هذه الجهود على المجالات العلمية فحسب، بل تشمل المبدعين في المجالات الثقافية والفنية والرياضية، مما يساهم في تسريع عجلة التنمية والتطوير، خاصة وأن المملكة تسابق الزمن لتحقيق رؤية 2030.
من الثابت أن نهضة أي بلد تعتمد على تميز الكوادر التي تبنيه وتدير مشروعاته وبرامجه. ومع وجود العديد من المشروعات العملاقة والمتطورة التي تتطلب تنفيذها في وقت ليس بالطويل، فإن تأهيل الكوادر الوطنية واستقطاب المميزين من جميع أنحاء العالم يمثلان عاملين أساسيين في تحقيق الأهداف الطموحة للمملكة.
الدول المتقدمة تحرص على جذب الكفاءات المميزة لتعزيز تقدمها، والمملكة تسير على هذا النهج بإطلاق مبادرات لاستقطاب العقول النابغة، مما يجعلها مركزًا عالميًا يستقطب العلماء والمبدعين للاستفادة منهم في البناء والتطوير.
فتح باب التجنيس للكفاءات المميزة لا يقتصر على دعم القطاعات الاقتصادية والتقنية، بل يشكل أيضًا إضافة أكاديمية قوية. هذا التوجه يدعم الجامعات والمؤسسات البحثية بالكفاءات النادرة، ويعزز النشر العلمي وبراءات الاختراع، مما يساهم في تقدم الجامعات السعودية في التصنيفات العالمية، ويضيف زخمًا للمجتمع البحثي والعلمي.
كما أن التنوع الثقافي الناتج عن استقطاب المبدعين يساهم في تعزيز فهم الثقافات المختلفة، مع الحفاظ على الهوية الوطنية، وهو ما يتماشى مع متطلبات عصر العولمة الذي نعيشه اليوم.
إن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- تؤكد دائمًا حرصها على تحقيق النمو والتطور في مختلف المجالات. وقد أدركت القيادة الحكيمة حاجة البلاد إلى الكفاءات المتخصصة لتلبية متطلبات المرحلة الراهنة، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مما يضع المملكة في مقدمة الدول المزدهرة علميًا وصناعيًا وثقافيًا واجتماعيًا.
نحمد الله على قيادتنا الملهمة التي تعمل دائمًا من أجل رفعة هذا الوطن العظيم. ونسأله سبحانه أن يحفظ المملكة في عز ونماء وازدهار، وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والرخاء والاستقرار. إنه سميع مجيب.