المقالات

سوريا ما بعد السفاح بشار !

السوريون لا يستحقون كل هذه العذابات وويلات الحروب المصطنعة في الداخل بسبب قيادتهم التي جثمت على صدورهم عشرات السنين كانت من أسوأ إلى أسوأ من عهد الأسد الأب وحتى ابنه بشار الابن الذي جاءت اللحظة الأخيرة ليكون رئيسهم السيء السمعة آخر معاقل الأسرة التي بدأ السوء في ما بينها بالتصفيات بين الأخوة الكبار وبين الأبناء ولم تصل للأحفاد لأن الله غالب على أمره فجاء الحسم بتجريده من السلطة بقدرة قادر وصبر مثابر وبعد أن نصحه خصومه قبل أن يكونوا أصدقاء له بالفرار بجلده فسبقته أسرته بالخروج بما يمتلك من أموال باغت اكثر من ١٣٠ مليار دولار لروسيا حسب المقربون منه نقدية غير المحولة كأرصدة من قوت الشعب ومن العطايا والمساعدات التي نهبها وحولها لحساباته الخاصة في دول استمرأت مثل هذا الأمر ولها تجارب كثيرة ولعل ابرزها اليوم الدولة التي آوت بشار بعد أن أغرق بلده في الدماء وحبس أنفاس شعبه حتى عن الهواء واليوم آن الأوان لأن يبدأ الشعب السوري حياته من جديد ولو بأكبر الخسائر وأقل المكاسب بالتصالح والمشاركة في إقامة دولتهم ولو كان في ظل ظروف الرياح العاتية والتنافس الغربي الأوروبي والشرقي السوفيتي على مصالح متشاكسين عليها في سوريا فيما مازال العدو الصهيوني يعمل آلة الحرب ويدمر ما تبقى للجيش السوري من ترسانات عسكرية متهالكة معظم آلياتها كانت وما زالت في الشوارع والثكنات لا تعمل بعد أن مر عليها عشرات السنين في التصنيع الذي لا يواكب التقدم العسكري الذي وصلت إليه الدول لحماية أراضيها ومقدراتها وسكانها إذ كان بشار ووالده من قبله يحافظون على بيضة الكرسي بأغلى الأثمان ويعيّشون الشعب وبنيته التحتية بأرخص الأثمان .
سوريا من بعد بشار تحتاج للكثير من المراجعات السياسية قبل كل شيء ثم الاقتصادية والاجتماعية ولعل أولى الخطوات ليعرفوا الصديق من العدو من الدول التي تكالبت عليهم أن يطالبوا بهذا السفاح للعدالة الدولية والإنسانية ويبحثوا عن مكانه ويطالبون الدولة التي تأويه نفيه منها وتقديمه للمحاكمة مثله مثل غيره ممن قتلوا شعوبهم بدماء باردة سواء في المعتقلات والسجون العامة والسرية أو في إدخالهم في حروب بالوكالة لا قبل لهم بها أو مساندة وخضوع لدول هيمنت على أبنائها بحجة الطائفية أو المذهبية أو العرقية العنصرية وهي دول معروفة لا نحتاج لتسميتها لأنها مازالت تعربد في المنطقة بحجة التوسع ممن يسمون أنفسهم بالمسلمين وهم أبعد ما يكون عن تطبيق الإسلام الذي نعرفه إلى جانب دول الاستكبار التي تعيش على مقدرات الشعوب في طريقة جديدة للاستعمار البارد الذي يطبخونه على نار هادئة تحت مسمى الحماية لدول تخاذل قادتها مع هذه الدول كما هو بشار مع العدو المحادد له والأعداء الأباعد في الغرب والشرق بعد أن قرر بشار في سوريا كنموذج أسوأ إخراج دولته من محيطها العربي والإسلامي ليسلم زمام أمر بلاده بيد من لا يحرص إلا على مصالحه وجعله شوكة في نحر الأصدقاء بدلا من الأعداء .
سوريا بحاجة إلى عودتها للحضن العربي والاسلامي بعيدا عن الوصايات المذهبية والطائفية التي خضع لها بشار بتقديمه الولاءات لقوى تخذلها اليوم بالتخلي عنها أمام طغيان اسرائيل ودول عنصرية تاجرت بعلاقاتها في سوريا ووضعتها تحت خط الفقر السياسي والاقتصادي وأفقدتها مكانتها وهيبتها حتى هاجر سكانها منها طيلة عقد ونصف تقريبا فيما رأينا كيف كان السوريون الناجون من ويلات بشار وهم ناجحون في الدول التي استضافتهم بل أثبتوا أنهم يستطيعون النهوض بدولتهم من كبوتها لولا أنهم خضعوا لحروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل وهم يأتمرون قسرا بأمر حاكم طاغية وشعبه يتضور من ألم الجوع والمرض والفقر في الوقت الذي جعل من سوريا بكامل حدودها سجنا للشعب الذي اضطر للنزوح في دول الجوار ودول أخرى غربية وعربية استضافتهم وتعاملت معهم وكأنهم من مواطنيها وحققت لهم الحياة الكريمة كما هي المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية ودول خليجية وعربية عودة سوريا ومكانتها على الخارطة العربية .
سوريا بحاجة إلى محو كل ما وقع تحت ظرفية القيادة السابقة بمحو جميع ما يتعلق باسم الأسد من البداية حتى النهاية وطمس كل المسميات باسمه على جميع المؤسسات الرسمية والأهلية والسياحية والعسكرية والمدنية وإتلاف جميع الصور والمجسمات والإعلانات واللوحات الدعائية وأن يتم هذا الأجراء في السفارات والقنصليات والملحقيات في الخارج وكأن شيئا لم يكن ومطالبة الأمن والجيش بالعودة للشعب ورعاية مصالحه في الداخل والخارج والمساعدة في إظهار الحقائق للشعب ومقاومة أي تدخل اجنبي يريد تعزيز الفتنة واستمرار الهيمنة تحت أي ذريعة لتمزيق البلد .
انعطاف قلم :
نهنئ الشعب السوري الصامد الحُرّ في داخل سوريا وخارجها على التضحيات وما تحقق من انتصارات بعد أن نفضوا عن أعينهم غبار ورمد الحكم البائد للأبد لتبقى سوريا حرّة أبيّة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى