الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، يحب أن ينشئ العلاقات مع الآخرين في أي مكان يتواجد فيه: في الحي، المدرسة، الجامعة، العمل، النادي، أو السوق، سواء كان محليًا أو خارج البلاد، رجلًا كان أم امرأة، ومهما كانت جنسيته وديانته. وقد تكون هذه السمة من سمات الشخصية الطبيعية التي تؤثر وتتأثر بالبيئة التي تعيش فيها، وتتكيف مع أي بيئة جديدة تتطلب العيش والتعايش السلمي مع الآخرين.
لكن عندما تُبنى العلاقات على المصالح الشخصية، تكون بالفعل هشّة كالزجاج، تنكسر فور انقضاء تلك المصلحة. لأن ما يصح إلا الصحيح، وما بُني على باطل فهو باطل.
للأسف، هناك أشخاص – وقد يكونون كُثرًا – يعاملون الآخرين كأدوات لتحقيق غاياتهم ومصالحهم المبطنة، ويظنون أن تلك العلاقات ستستمر طالما أن المصلحة قائمة. لكن الحقيقة التي يجب أن يفهموها ويستوعبوها هي أن تلك العلاقات لا تلبث أن تتلاشى عندما تنقضي الأسباب التي تدفعها وتحييها.
إن العلاقات الحقيقية يجب أن تُبنى على الاحترام المتبادل، التوافق، والانسجام، وليس على الأنانية التي تحكمها المصلحة الذاتية.
من المؤسف حقًا أن الكثيرين يتجاهلون أن أسمى العلاقات هي التي تُبنى على القيم الإنسانية النبيلة مثل الصدق، الأمانة، الثقة، والإيثار. لذلك، لا ينبغي لنا بأي حال من الأحوال أن نسمح للمصالح أن تشوّه صورة علاقاتنا، بل علينا أن نعمل جاهدين على أن تكون علاقاتنا قائمة على التفاهم والتعاون الحقيقي، لتظل قوية وثابتة مهما كانت الظروف.
فلنسعَ جميعًا لبناء روابط متينة تُغني حياتنا، ولا نسمح للمصالح العابرة والمؤقتة أن تؤثر على ما هو أسمى وأبقى.
• أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود