شهد مسرح ميادين بالدرعية، اليوم الأربعاء، انطلاق ملتقى صنّاع التأثير ImpaQ، برعاية وزير الإعلام سلمان الدوسري، وسط حضور نخبة من المؤثرين العالميين والخبراء وصُنّاع المحتوى من مختلف أنحاء العالم.
ويقام الملتقى الذي تنظمه وزارة الإعلام تحت شعار “إلهام يتخطى الأرقام”، ويسعى لرفع جودة المحتوى الرقمي محلياً ودولياً وتحفيز النماذج الإيجابية المؤثرة من خلال استضافة أبرز صناع المحتوى الرقمي والمؤثرين في عدة مجالات وإقامة رحلات للمؤثرين حول مناطق المملكة بالشراكة مع الهيئة السعودية للسياحة.
ويشتمل الملتقى، الذي يستمر على مدار يومين، على أكثر من 40 فعالية متنوعة، تغطي 12 ساعة يوميًا من الساعة 12 ظهرًا حتى منتصف الليل، متناولًا 14 مجالًا من مجالات التأثير، من بينها الإعلام، والذكاء الاصطناعي، والرياضة، والسياحة، والترفيه، والثقافة.
ويستقطب الحدث أكثر من 30 ألف زائر؛ مما يجعله منصة رائدة لتبادل الخبرات وتسليط الضوء على التجارب الناجحة في مجالات التأثير المختلفة, ويتيح الملتقى فرصًا للمؤثرين الدوليين لاستكشاف معالم المملكة ومشروعاتها الرائدة من خلال جولات سياحية خاصة بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة؛ بهدف إبراز تفرد المملكة وجاذبيتها.
ويُعد ملتقى صنّاع التأثر ImpaQ، الملتقى الأكبر من نوعه في المملكة، حيث يُقام على مساحة تزيد عن 23 ألف متر مربع، ويضم ثلاث مناطق رئيسة: “مساحة الابتكار”، التي تحتضن الجلسات الحوارية والفعاليات الكبرى، و”مساحة التأثير”، التي تتيح للمؤثرين مشاركة تجاربهم الإلهامية مع الجماهير، و”مساحة المعمل”، المخصصة لتقديم ورش العمل الإبداعية والتقنية.
وانطلق الحفل الافتتاحي، بمشاركة أكثر من 1500 ضيف من مختلف الجنسيات، بالإضافة إلى متابعته عبر البث الرقمي من أكثر من مليون مشاهد.
“الدوسري”: رؤية ولي العهد ألهمت العالم وصنعت أحلام الأمم والشعوب
من جانبه، أكد سلمان الدوسري، وزير الإعلام، أن رؤية المملكة 2030 بقيادة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-، ألهمت العالم، وصنعت التأثير، كما رسمت أحلام الصغير والكبير، وكذلك الأمم والشعوب”.
وأشار الوزير خلال كلمته، ضمن حفل الافتتاح، إلى أهمية الدور المتنامي للمؤثرين، مشددًا على أهمية استثمار هذا التأثير في تعزيز الإبداع والابتكار وتحفيز الأفراد نحو التنمية المجتمعية والاقتصادية.
وقال “الدوسري”: “التأثير ربما يكون كلمة واحدة، من شخصٍ عابر، قد تغير حياةَ أحدِهم إيجابًا إلى الأبد، أو من بائع متجول، يحاول أن يجمع قوت يومه لأولاده، أو من أبٍ مكافحٍ تملؤه المحبة الصادقة، أو أم عظيمة تصنع المستحيل لتغرس القيم في نفوس صغارها، التأثير ليس منحصرًا على المنصات والشاشات فقط، فتّش وتأمل حولك في العمل، في النادي، في الحي، في عائلتك، في بيتك، سترى أمامك من صنع شخصيتك وحياتك.. ImpaQ يحتفي بهم وبكم جميعًا”.
عرض “أثر الفراشة” يشعل انطلاقة ملتقى صُنّاع التأثير ImpaQ بالدرعية
واستهل الملتقى فعالياته بعرض مسرحي لافت بعنوان “أثر الفراشة”، الذي خطف أنظار الحضور برؤية إبداعية تجمع بين الفنون التعبيرية والسينوغرافيا المعاصرة.
العرض المسرحي، الذي شارك فيه أكثر من 100 فنان سعودي و10 راقصين عالميين، استعرض مشاهد ملحمية تُجسد مفهوم التأثير وتشابك العلاقات الإنسانية وتأثيرها المتبادل، حيث بدأ العرض بمشهد يرمز إلى اليقظة الإنسانية، مع موسيقى تصاعدية وأداء تعبيري يُبرز قوة التأثير المتراكم.
واعتمد العمل على تقنيات مبتكرة، منها المرايا المتحركة والإضاءة الديناميكية، التي عكست رمزية الأثر الإيجابي والسلبي بطرق آسرة، فيما أضفت الأزياء العصرية بُعدًا معاصرًا يعزز الترابط بين الحاضر والمسرح، حيث اختُتم العرض برسالة ملهمة عن قوة التأثير الإنساني، حيث ظهر الفنانون حاملين زهور الأمل، في تعبير رمزي عن القيم النبيلة وقدرتها على تغيير المجتمعات نحو الأفضل.
واختتم العرض الافتتاحي بإضافة لمسة من التراث الوطني عبر فن “القزوعي” الشهيرة، الذي يعد من أبرز الفنون الأدائية الفلكلورية في جنوب المملكة، وقد استحوذ العرض على أذهان الحضور بإيقاعه الفريد الذي يعتمد على أصوات الخناجر والأقدام، حيث أداه مجموعة من العارضين في صفوف متشكلة على هيئة نصف دائرة منفصلة، بينما تولى “المزيف” ترتيب حركة النزول وضرب الأقدام، مما أضفى على الرقصة طابعًا غنيًا يعكس عمق التراث المحلي.
“عندما نسافر بالمحتوى” تناقش دور الإبداع في تعزيز الهوية الوطنية
وضمن فعاليات الملتقى عُقدت جلسة “عندما نسافر بالمحتوى” لتسلط الضوء على دور الإبداع في تعزيز الهوية الوطنية وبناء جسور التأثير الثقافي.
وانطلقت الجلسة لتناقش أهمية المحتوى الإبداعي في نقل الهوية الوطنية وإبراز الثقافة عبر المنصات الرقمية، وشارك في الجلسة نخبة من صُنّاع المحتوى والمؤثرين الذين تبادلوا تجاربهم ورؤاهم حول دور المحتوى في بناء جسور ثقافية بين الشعوب.
وأشار الكاتب والرحّال السعودي عبد الله الجمعة إلى اهتمامه بالمحتوى السياحي قائلاً: “بدأت تجربتي مع صناعة المحتوى السياحي من شغفي الكبير بالمحتوى العربي الذي يتناول السفر، خاصة المحتوى الذي يخاطب المتلقين العرب بلسانهم. كان هناك تعطش لهذا النوع من المحتوى، وهو ما دفعني للدخول في هذا المجال. أردت أن أقدم محتوى يعكس التجارب السياحية بلغة قريبة إلى قلب المتابع العربي”.
ومن جانبه، تحدث صانع المحتوى ومقدم البرامج كريم السيد عن دوافعه لصناعة المحتوى السياحي، قائلًا: “التصوير هو وسيلتي لعرض العالم من خلال كاميرتي، عندما تبدأ في صناعة محتوى سياحي، تكون أمامك فرصة لإظهار العالم بكل تفاصيله للأشخاص الذين لم يروه بعد، الهدف هو نقل مشاهداتك وتجاربك بطريقة تجعل الآخرين يعيشون التجربة نفسها”.
وأكد المدون والمصور أنس إسكندر أهمية صناعة المحتوى الفكاهي قائلاً: “صناعة المحتوى الفكاهي هي ببساطة هدفنا هو إسعاد الناس. عند صناعة المحتوى، يجب أن يكون لديك القدرة على تبسيطه ليصل إلى الجميع بشكل سلس. يجب كسر الحواجز مع الجمهور، وهذا يتطلب أسلوب فكاهي وبسيط يتيح للناس التواصل بسهولة مع الرسالة”.
فيما شارك صانع المحتوى والمؤثر الاجتماعي ثواب السبيعي عن أهمية التفاعل عند نقل التاريخ عبر المحتوى قائلاً: “عندما تنقل التاريخ عبر المحتوى، يجب أن يكون لديك القدرة على جعل الجمهور يشعر بتلك اللحظات كما لو كانوا يعيشونها. التاريخ ليس مجرد سرد للوقائع، بل هو نقل لروح اللحظة التي تستحق التفاعل والتأثير”.
وفي ذات السياق، استعرض صانع المحتوى جو الخطاب تحوله في صناعة المحتوى، حيث قال: “لقد واجهت العديد من التحديات أثناء تحولي من صناعة محتوى بسيط إلى محتوى وثائقي. بدأ الأمر من تصوير يومياتي وتوثيق لحظاتي الخاصة، ثم تطور إلى السرد القصصي عبر الوثائقيات، ولانتقال من تصوير مشاهد يومية إلى سرد القصص الوثائقية يتطلب القدرة على اختيار القصة الأكثر تأثيرًا والملائمة لكل منصة. الخبرة في اختيار المنصات المناسبة تعد عنصرًا أساسيًا لتقديم المحتوى بشكل مؤثر”.
مشاركة واسعة في جلسة “صعوبات التوازن بين الحياة والعمل في صناعة التأثير”
كما شهدت فعاليات اليوم الأول للملتقى جلسة حوارية بعنوان “التوازن بين الحياة و صناعة التأثير في وسائل التواصل الاجتماعي”، شارك فيها عددًا من المشاهير المحليين والخليجيين والعالميين، ضمن مسار نمط الحياة، أحد مسارات التأثير في الملتقى.
وأوضحت أضوى الدخيل خلال الجلسة التي قدمها ثنيان خالد، أن الحياة رحلة وأساسها إدارة الطاقة، وهو الأهم من إدارة الوقت، والاستفادة من الوقت وتنظيمها لترتيب الأفكار والأولويات، والمبدأ تحقيق الكيف وليس الكم، لافتة إلى أن الانجاز يرتبط بعشق المجال والهوس به، وهو ما دفعها للدخول في تأسيس عدد كبير من الشركات بقطاعات متنوعة.
وقال عبدالله الحسين: “نشاط الشركة التي أديرها تعمل في نفس نشاطي وهو صناعة المحتوى، والمهم في تحقيق التوازن بين العمل والحياة الفصل بين الجانبين، إعطاء العمل وقت محدد وكذلك العائلة، مع إدارة الوقت بشكل جيد، وبعد زواجي وارتباطي بعائلة وأطفال أصبحت أكثر إنتاجاً.”
من جهته، أشار عمر فاروق إلى أنه بدأ في اليوتيوب عام 2017 ، قائلاً: “كنت أحدد لنفسي عدد معين من الفيديوهات، ولكنني فقدت الكثير من علاقاتي الاجتماعية وحدث عدم توازن، وهذا شيء خاطئ”، مبينًا أنه غير ذلك وأصبح لديه توازن بين عمله وأصدقائه وعائلته، ونوه بأهمية الشغف بالتوازي مع المسؤولية في التنفيذ.
وذكرت ألي ويب، أن حياتها كانت مختلفة منذ سنوات مع عائلتها قبل أن تنجح في عالم التواصل الاجتماعي، حيث أشارت أنها كانت صغيرة في السن، وتحدثت أيضاً عن دخولها لمجال التجارة وكيف أسست شركة صغيرة وافتتحت أكثر من 250 فرعًا، وأبانت أنها واجهت صعوبات في تربية أبنائها عندما كانوا صغارًا بسبب انشغالها في العمل، ولكن والدتها ساعدتها في ذلك، مؤكدة على أن التوازن مهم للغاية في رحلة الحياة.
مشاركة مميزة للفنان محمد هنيدي
كما شهدت فعاليات اليوم الافتتاحي، مشاركة نجم الكوميديا المصري محمد هنيدي، الذي أبرز رحلته في عالم الفن، وسلّط الضوء على مواطن الإلهام في خفة الظل والكوميديا.