حفل تكريم مميز أقيم يوم الثلاثاء 16 جمادى الآخرة 1446هـ الموافق 17 ديسمبر 2024م في مدينة الطائف، نظمه ملتقى إيوان المودة برئاسة البروفيسور عايض الزهراني، حضره نخبة من الرموز. تم من خلاله تكريم صحيفة مكة الإلكترونية ممثلة بمؤسسها ورئيس تحريرها الأستاذ عبدالله بن أحمد الزهراني.
ورغم برودة الجو، إلا أن دفء الحميمية وسعادة المحبين أضفت على المكان أجواء استثنائية. قرأت عن الحفل في مقالات نُشرت بهذه الصحيفة، وتلقيت دعوة كريمة من الصديق الغالي المحتفى به لحضور هذا التكريم، لكن ظروف الحياة وبعد المسافات حالت دون مشاركة أصدقائي فرحتهم. مع ذلك، لم ولن يمنعني هذا من الحديث قليلًا عن الصديق عبدالله فهو ابن قريتي التي أفتخر أن ينتسب إليها أمثاله.
رحلة إعلامية مشرفة:
بدأ الأستاذ عبدالله مسيرته الإعلامية منذ بدايات الإنترنت وتأسيس المنتديات الإخبارية والثقافية. وأسس منتدى شارك فيه عدد كبير من الأعضاء من داخل وخارج المملكة، كان حريصًا على أن تكون هذه المنصات ملتزمة بالوطنية واحترام اللحمة الوطنية، حتى مع وجود مشاركين من خارج المملكة.
ومع فتح بداية النشر الإلكتروني في المملكة سارع الأستاذ عبدالله بتأسيس صحيفة مكة الإلكترونية، وحرص على الحصول على التصريح الرسمي لها. وأعلم تمامًا بأنه تحمل الكثير من الصعوبات المادية والمعنوية في مراحل تأسيسها ونموها. اليوم، بفضل جهوده وجهود فريق العمل، أصبحت الصحيفة مصدرًا موثوقًا للأخبار ومتابعة الأحداث اليومية، محليًا ودوليًا، واستطاع بحسن تعامله وأخلاقه العالية استقطاب كبار الكتّاب لينشروا أبداعاتهم في الصحيفة ولن أطيل الحديث عن الصحيفة فشاهدها ماثل للعيان.
ابن القافري وأصول المجد:
انتقل للحديث عن أبي أحمد فهو الشاب الخلوق المكافح الذي لا تعيقه العوائق ولا تمنعه الصعوبات من تحقيق أحلامه فهو المحب لأصدقائه وأقاربه وجماعته ولكل من يربطه به صلة تواصل، فلم يرد إلى علمي عنه ما قد يشين سيرته، بل تطرز تلك السيرة بعقود من الذهب والألماس من السمعة الطيبة والكلام الجميل وهو العصامي الذي لم تلهه الحياة ومتابعة الإعلام عن مواصلة التعلم حتى حصل على درجة الماجستير في الإعلام الرقمي. ولا يستغرب من سليل القافري، فهو من (بيت آل يوسف) من عائلة تتوارث المجد والسمعة الحسنة بين قبيلته بالحكم وقبائل زهران الأخرى. جده الشاعر الحكيم الفارس معيض بن يحيى القافري -رحمه الله تعالى- وقد روي لنا الكثير عن حياة معيض القافري ونبل أخلاقه ومحبة ربعه له وسماعهم لرأيه وصواب حكمته. عاش معيض القافري جد المحتفى به في الفترة قبل توحيد المملكة على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، وكانت تلك الفترة فترة حروب قبلية كان فيها الشاعر أحد فرسانها حتى أننا حرمنا من انتشار سمعته ومكانته الشعرية كشعراء جيله مثل الشاعر الغبيشي وابن ثامره -رحمهم الله جميعًا-. أنهكه المرض في أواخر حياته ولم يتمكن من مشاركة زهران في حرب وطرد الأتراك بسبب هذا المرض وقد ذكر هذا في قصائده منها:
معيض حرّم نومه
يوم اندرق عن قومه
رمى الله من يلومه
ببارق(ن) متلالي
…
قوايمه مسقومه
جاه البلا من يومه
وركبه ملزومه
يمينه والشمالي
يعتذر و يتحسّر في قصيدته من عدم المشاركة في هذه الحرب لمرضه الذي أقعده فقد أصيب بمرض في ركبتيه شله وأقعده عن الحركة ، ولعله من المناسب أن أذكر هنا أنه كان في الجزء التهامي من بالحكم تمنى مع مرضه أن يشاهد قرى بالحكم في السراة ويقابل رجالهم فقاموا بعمل سرير من الخشب وحمله الرجال من تهامة إلى السراة تحقيقاً لأمنيته .
قال ابن خُرمان:
لا يستغرب من فارس التكريم في ايوان المودة حسن الخلق ومحبة الناس فهو من ينتسب لذلك الرجل الذي كان يحرص على تربية أبنائه ويوصي أبناءه وأحفاده بحسن التربية وتعليمهم الشجاعة والرجولة ويذكر ذلك في قصائده كقوله :
أرب الولد يا حنطة راس بيضان
في حزة الوسميانا
الرد
يجي كما جده حسن فدح الأقران
وإن حكمت مثلي آنا.
شهادة من ابن ثامرة:
ولعله من من المفيد إيراد شهادة من شاعر زهران الكبير محمد بن ثامرة رحمه الله أبيات قالها في معيض القافري جد المحتفى به، مستشهدًا بحكمته وصواب رأيه فقال :
ما صدق غير معيض القافري حنّه ضمين وعارف
يحكم المعنى كما ما يحكم البيطار في قنا
قال ابن خُرمان :
و قبل الختام أضيف ما قاله الشاعر الكبير صالح بن محمد اللخمي عن الاستاذ عبدالله الزهراني فارس أمسية التكريم :
مرحبا حيّ الله اللي لفانا من بعيد
مقصدي عبدالله ابن احمد الرجل الرشيد
والله انه عندنا رمز و إنه رأس قوم
نعرفه من قبل ما ينشر اسمه في الجرايد
من عُزا حكمين والبيت بيت القافري
تكريم مستحق:
إن ما حدث من تكريم في إيوان المودة كان لائقًا ومستحقًا لفارس الأمسية الأستاذ عبدالله بن أحمد الزهراني. كما يستحق الشكر من بادر بهذا التكريم وأداره بحرفية وإتقان
فلا يعرف أقدار الرجال إلا الرجال.
حفظ الله الجميع ووفقهم لكل خير.
كتبه:
علي بن ضيف الله بن خُرمان الزهراني
الدمام
2024 م – 1446 هـ.