من مزايا النبل وخصال الكرم التي يتمتع بها ذوو الحظ الطيب، التكريم والاحتفاء بمن يسهم في تقديم خدمة أو عمل للآخرين، وتأتي مرتبة الدعم المعنوي والفكري والثقافي في أعلى المراتب. وليس المجال هنا لتعداد مثل هذه الأعمال أو الإنجازات التي تستحق التكريم، فهي كثيرة جدًا، ماضيًا وحاضرًا، محليًا وعالميًا.
لكنني أحببت أن أستغل الفرصة للإشارة إلى مثال واحد فقط استوقفني مؤخرًا، وهو تكريم صحيفة مكة الإلكترونية من قبل الكاتب والمؤرخ الأديب الأستاذ الدكتور عايض الزهراني في الطائف المأنوس.
لقد استطاعت صحيفة مكة الإلكترونية أن تتربع على قمة الصحف المرموقة، حيث تستقطب الأفكار والأخبار الهادفة التي ترتقي بمستوى القارئ، وتتمتع بمصداقية عالية بعيدًا عن الدعاية والتسويق العبثي.
اكتسبت الصحيفة شهرتها وانتشارها بين النخب والقراء، خاصة في ظل تراجع تأثيرات الصحف الورقية.
ويعود جزء كبير من هذا النجاح إلى صاحب فكرتها ومؤسسها، الأستاذ الصديق عبدالله الزهراني، الذي قاد الصحيفة من محيط مدينة مكة المكرمة إلى آفاق أوسع، ما منحها حضورًا واحترامًا أكبر. ويعد اسم الصحيفة نفسه مصدر فخر واعتزاز، حيث تستمد شرفها من اسم أعظم مدينة على وجه الأرض، مكة المكرمة.
كما أن جهود الأستاذ عبدالله الزهراني وإبداعه ومتابعته المستمرة، إلى جانب تضحياته، كانت عوامل رئيسية في تحقيق هذا النجاح.
وعلى الرغم من عدم حضوري لتلك المناسبة التكريمية المستحقة في «إيوان المودة»، إلا أنني أود المساهمة في الإشادة بكل من المكرَّم والمكرِّم. فهذا التكريم يعد نموذجًا مشرفًا لما يزخر به أبناء هذا الوطن الكريم في بلدنا العظيم، استلهامًا واقتداءً بما يقدمه ولاة الأمر -حفظهم الله- من أمثلة ونماذج للتكريم على كافة الأصعدة.
وبالله التوفيق.