المقالات

حكاية أغنية… (بودعك) آخر ألحان بليغ حمدي!!

أغنية (بودعك)، تحكي قصة انهيار علاقة الحب بين الفنانة “وردة الجزائرية” وزوجها الموسيقار المصري “بليغ حمدي”؛ فقد نشأة علاقة حب قوية بينهما تكللة في النهاية بالزواج في عام 1972م، لكن زيجات الوسط الفني لا تعمر عادةً، فقد امتد العبث إلى هذا الحب، وانتهت العلاقة بالطلاق رسمياً عام 1979م، عندما علمت “وردة” أن فنانة ناشئة دخلت حياة زوجها الموسيقار الكبير.
ولاحقاً واجه الموسيقار “بليغ حمدي” تهما جنائية عندما انتحرت الفنانة المغربية “سميرة مليان” عام 1984م، في منزله بحي الزمالك بالقاهرة، الذي كان يعتبر بمثابة ملتقى لأهل الفن والشعر والأدب والمثقفين، فبعد أن ترك المدعوين في منزله وذهب للنوم، حيث لقيت الفنانة “سميرة” حتفها أثر سقوطها من شرفة شقته؛ غادر على إثرها إلى العاصمة الفرنسية باريس، واستقر فيها لمدة خمس سنوات، كانت بالنسبة له سنوات فراق وعذاب وألم، تدهورت خلالها صحته، وعاد إلى بلده مصر بعد أن حصل على البراءة عام 1989م.
يقول صديقه الموسيقار “منير الوسيمي”: “إن هذه العلاقة الفنية تطورت إلى علاقة حب بين بليغ ووردة، توجت بالزواج”، كانت قصة الحب بينهما حديث الأوساط الفنية في مصر والوطن العربي، فقد حقق الأثنان جملة “توأم الروح”، امتدت العلاقة الزوجية بينهما لمدة ست سنوات، مزجا فيها الألحان بالكلمات والغناء، وتعتبر “وردة” أكثر من لحن لها “بليغ حمدي” في مسيرته الفنية، فأنتجا معاً فناً خالداً تتحدث عنه الأجيال حتى يومنا هذا؛ لحّن لها بليغ حمدي العديد من الألحان الخالدة، منها قصيدة “أدعوك يا أملي”، للشاعر الجزائري صالح الخرفي، وأغنية “العيون السود”، من كلمات محمد حمزة التي تحكي قصة الحب بينهما، وأغنية “خليك هنا” من كلمات “محمد حمزة”، وغيرها من الألحان الرائعة.
وخلال منفاه في فرنسا، وفي لحظة إلهام صادقة، أخذ “بليغ” قلمه وبدأ في كتابة كلمات تحمل الحزن والعتاب والشجن، إنها رائعته الشهيرة ” بودعك”، التي قام بإكمال كلماتها الشاعر “منصور شادي”، والتي تعتبر أخر ألحانه الموسيقية لعشقه الفني الفنانة “وردة الجزائرية”.
وبعد عودته من منفاه في فرنسا لبلده مصر قام بتلحين رائعته أغنية “بودعك”، وطلب من الفنانة وردة الجزائرية” أن تقوم بأدائها، في البداية ترددت، ولكنها وافقت بعدها على نكء الجراح العاطفية على وقع الشعر والموسيقي، وأن تروي للجمهور قصة انهيار علاقة الحب القوية بينها وبين زوجها الموسيقار “بليغ حمدي”، وفي عام 1990م، وعلى منصة مهرجان قرطاج الدولي بتونس غنت “وردة” أمام الجمهور:
بودعك وبودع الدنيا معك، جرحتني قتلتني غفرت لك قسوتك، بودعك من غير سلام ولا ملام، ولا كلمة مني تجرحك، أنا أجرحك، بسم الألآم أرحل قوام، حبي الكبير يحرسك في سكتك.
إلى أن تقول في آخر الأغنية:
بودعك وفي قلبي حب لو أنقسم حيكفي في رحلتك وفي سكتك ألله معك.
أذكر أني اقتبست مقدمة هذه الأغنية الجميلة كعنوان لمقال كتبته في عام 2019م، بعد إنتهاء فترة إدارتي لجامعة أم القرى بمكة، وكان عنوانه:” أم القرى بودعك، وبودع الخدمة معك”.

أ. د. بكري معتوق عساس

مدير جامعة أم القرى سابقًا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى