عبدالله الذويبي : ألقى معالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد خطبة الجمعة من المسجد الحرام بعنوان «دعوى الجاهلية»، تناول فيها خطر التعصب بجميع أشكاله وآثاره السلبية على الأفراد والمجتمعات.
وأكد الشيخ أن التعصب غلوّ في الأشخاص، والقبائل، والمذاهب، والمناطق، وحتى في الرياضة والإعلام، مما يؤدي إلى كتم الحق وسترِه. وأشار إلى أن التعصب يقلل من فرص الوصول إلى الحلول الصحيحة، وينشر الظلم، ويضعف الأمة، ويزرع الفتن والحروب الداخلية.
واستشهد معاليه بموقف النبي ﷺ حينما قال: «أبدعوى الجاهلية؟!»، عندما حاول بعض الصحابة توظيف الهجرة والنصرة بشكل عصبي، مؤكداً أن العصبية تحوّل الشرف إلى صفة منتنة مذمومة، كما قال النبي ﷺ: «دعوها فإنها منتنة».
وأوضح الشيخ أن التعصب يمنع صاحبه من رؤية الحق، لأنه يقيم الناس وفق انتماءاتهم الدينية، أو القبلية، أو المناطقية، أو المذهبية، أو السياسية. كما أشار إلى أن المتعصب ينسب نقائصه للآخرين، ويعرف الحق بالرجال، لا الرجال بالحق، مما يجعله أسير أفكاره الضيقة وهمّه المِراء والتفاخر.
وفي ختام خطبته، دعا معالي الشيخ إلى نبذ التعصب بجميع أشكاله، والتمسك بتعاليم الدين الحنيف الذي يدعو إلى العدالة والمساواة، مؤكداً أن التعصب لا يؤدي إلا إلى الفتن وإضعاف المجتمعات.