كنت أعتقد أنني الوحيد الذي يعاني من كثرة الرسائل التي تردني عبر الخاص في منصة (X) من حسابات مجهولة وأسماء وهمية، حتى اكتشفت أن العديد من الأصدقاء يشتكون من نفس المشكلة. وفي أكثر من لقاء، سمعت قصصاً مشابهة عن رسائل ترد عبر وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف مسمياتها، يعرض فيها المرسلون خدمات مغرية مثل توثيق الحسابات، وزيادة عدد المتابعين بعشرات الآلاف. للأسف، وقع بعض الأفراد ضحية لهذه الرسائل، التي يتضح من خلالها تعدد أساليب الخداع والنصب والاحتيال المالي.
خلف هذه الرسائل يقف أفراد وعصابات منظمة، هدفها الكسب غير المشروع والحصول على المال من الأفراد الذين ينساقون خلفها، بغض النظر عن المسميات أو الحيل التي يستخدمونها.
لا شك أن عصابات وسائل التواصل الاجتماعي باتت واحدة من أخطر أدوات الاحتيال الإلكتروني الحديثة. يستغل المحتالون سذاجة البعض عبر رسائل أو تعليقات على الحسابات، يعرضون فيها خدمات وهمية مثل توثيق الحسابات، تصميم الصور الشخصية، أو الترويج للصفحات مقابل أسعار تبدو رمزية ومغرية. ولكن سرعان ما يختفي المحتال بعد حصوله على المال، لتصبح تلك العروض مجرد سراب.
وفي حال رفض صاحب الحساب تلك العروض، قد يتحول الأمر إلى استجداء عاطفي، حيث يبدأ المحتال في تأليف قصص حزينة لإيقاع المتعاطفين في شباكه. وقد تصل الأمور إلى تقديم أرقام حسابات بنكية مشبوهة أو تخضع لملاحظات قانونية.
الأخطر من ذلك:
• بعض المحتالين قد يخترقون الحسابات بمجرد حصولهم على كلمة المرور. بعدها، يستولون على الحساب ويبدؤون بابتزاز الضحية مالياً لاستعادة حسابه.
• في حالات أخرى، يُستخدم الحساب الموثق للاستيلاء على بيانات الضحايا الشخصية، ما قد يؤدي إلى تعرضهم لمشاكل أمنية خطيرة وغير متوقعة.
الهوس بتوثيق الحسابات أصبح هاجساً يطارد الجميع، حيث ينظر الكثيرون إلى العلامة الزرقاء كدليل على أهمية صاحب الحساب وشهرته. بل إن البعض يتعامل معها كوسيلة للتفاخر الاجتماعي بين الأقران. هذا الهوس دفع البعض إلى دفع مبالغ طائلة لتحقيق هذا “الحلم”، دون النظر إلى العواقب الوخيمة للتعامل مع حسابات وهمية.
وخزة قلم:
“القانون لا يحمي المغفلين… وافهم يا فهيم!”