“عليب بضم العين وسكون اللام وفتح الياء وسكون الباء موضع بتهامة في محافظة الحجرة بمنطقة الباحة.وهو من فحول الأودية التاريخية المشهورة ، ومياهه متدفقة طوال العام وروافده تأتي من عددٍ من الأودية
ومنها وادي جرداء بني علي، ووادي رما لقبائل بني سليم بن فهم بن غُنم بن دوس التي تستمد مياهها من سراة دوس بقبيلة زهران ، ثم يخترق الكثبان الرملية ويفصل ما بين الشاقتين أو السرين بمكة المكرمة لينتهي إلى البحر الأحمر بطول ١٤٠كم وهو مكتظ بأشجار الأراك، والسلم ، والسدر، والسمر، والضهيان، وغيرها من الغابات الجميلة والنباتات العطرية وقد ذُكر في معظم المراجع ، وتغنى فيه كبار الشعراء منذ العصر الجاهلي إلى بداية البعثة النبوية وما بعدها.
ولا شك أن شاعر نجد العلم جرير بن عطية اليربوعي التميمي كان له موطيء قدم في وادي عُليب بتهامة وهو الشاعر الهجَّاء ،الذي تفوق في المديح ، والهجاء ، والغزل مع أضداده الفرزدق ، والأخطل ، وهو قائل أجمل أبيات الغزل مثل قوله :
إن العيون التي في طرفها حور ..
قتلننا ثم لم يحيين قتلانا ..
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به ..
وهن أضعف خلق الله إنسانا..
وعن وادي عُليب بتهامة قال جرير في هجائه لبني طُهيًّة بعد أن هجا مجاشعاً فغضبت طُهية وهم بطن من تميم ، فحث طهية بــ”عضَّ الحجارة”من وادي عليب المذكور وهو مشهور بصلابة صخوره البازلتية ، وصخور الصوان الصلدة، وذلك كناية عن قوله موتوا بغيضكم ، لمن يغضب ، وتأسى به شاعر زهران الشعبي ١٣٢٠هـ حين قال:
“وان ماسدك اسطنبول فاقضم مروة” أما الشاعر الأموي جرير التميمي ٣٣هـ – ١١٠هـ فقال :
غضبت طُهيّة أن سببت مجاشعا ..
عضّوا بصمّ حجارة من عُليب ..
إن الطريق إذا تبيّن رشده ..
سلكت طهيّة في الطريق الأخيب ..
يتراهنون على التيوس كأنما ..
قبضوا بقصّة أعوجيّ مقرب ..
وأما شاعر “الشقر” الثوابي وهو محمد إبن ثامرة الزهراني ١٣٢٠هـ فقال لمن يغضب ولا يعجبه العجب: “اقضم مروة” حين قال للقائد التركي يوسف باشا الذي يلقب بـ”ابو ناب” قال:
والله يابو ناب يالكذَّاب ما نبغي لكم ونَّاس…
أرجع اسطنبول وان ما سدك اسطنبول فأقضم مروه…
لو نطيع أهل الشياخه كلت حق الله وحقنا …
وفيما قيل عن وادي عليب الشهير ،شعراً ومنهم الشاعر الأموي أبو دهبل وهو وهب بن زمعة الجمحي القرشي في خلافة عبدالله بن الزبير :
لقد غال هذا اللحد من بطن عُليب … فتى كان من أهل الندى والتكرّم
ولأبي دهبل ايضاً:
وما ذر قرن الشمس حتى تبينت
بعليب نخلاً مشرقاً ومخيما ..(١)
وقال ساعدة بن جؤيّة الهذلي:
والأثل من سعيا وحلية منزل … والدّوم جاء به الشّجون فعليب.(١)
__________
المرجع (١):
اسم الکتاب : معجم البلدان المؤلف : الحموي، ياقوت الجزء : 4
صفحة : 148