المقالات

ديوك يونس الممطورة

أراد الكابتن العراقي الكبير يونس محمود أن يجعل المواجهة بين المنتخبين السعودي والعراقي في خليجي 26 “أم المعارك”، مستعينًا بلغة الجسد والتصريحات الساخرة، إلا أن تصريحاته لم تصب هدفها، بل ارتدت، حيث أثبت المنتخب السعودي قوته وأمطر السحاب الخملي بـ”بركان الحمداني”، وحلقت الصقور فوق فوهة النهرين تاركةً الديوك بريش ممطور، وسط دهشة من الجميع.

في عالم كرة القدم، تُعد التصريحات الساخنة والطقطقة جزءًا من الإثارة والتنافس، بل فنًا في حد ذاته يجب تقبله، فبدونها تصبح اللعبة جامدة بلا حراك. وهنا تأتي دورات الخليج، التي كانت مرابع لعظماء الإثارة، مثل الأمير فيصل بن فهد، والشيخ فهد الأحمد، والشيخ عيسى بن راشد – رحمهم الله – والأستاذ سلطان السويدي أطال الله عمره، الذين جعلوا من هذه البطولات ساحات للتنافس الراقي والمثير.

وفي السياق الإعلامي، برز الأستاذ الكبير سعد الرميحي كواحد من عمالقة إثارة الساحات الإعلامية، حيث تمكن من إشعال حوارات حماسية جمعت شخصيات بارزة مثل الأمير عبد الرحمن بن سعود والشيخ أحمد الفهد الأحمد. ولا تزال تلك اللقاءات تُتداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي كجزء من الإرث الثقافي للبطولات الخليجية.

لكن في خليجي 26، كان للكابتن يونس محمود نصيب من الجدل، حيث تحولت تصريحاته الساخنة إلى شرارة أشعلت السجال بين الجمهورين العراقي والسعودي. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل امتدت المعركة إلى الإعلام العراقي، حيث دخل في جدال حاد مع الأستاذ علي النوري، انتهى بطرده من برنامجه وتحميله مسؤولية الهزيمة الثلاثية أمام المنتخب السعودي.

في النهاية، كانت ضحكة الكابتن السعودي الأخيرة تعبيرًا عن حسم الموقف، مؤكدًا أن اللعب مع “جلوف الصحراء وحداقين البحار”.

عبدالرحمن الزهراني

إعلامي رياضي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى