المقالات

لقاء أحمد الشرع: فحوى ودلالات

تحدث أحمد الشرع، قائد إدارة العمليات العسكرية في سوريا، خلال مقابلة مع قناة “العربية”، عن رؤيته لسوريا الجديدة، مسلطًا الضوء على سبل المساهمة في تضميد جراح البلاد، وإعادة إعمارها، وتوحيد قواها المسلحة وغير المسلحة، مع تطويع إمكاناتها التكنوقراطية. وأكد الشرع أن تحقيق هذه الأهداف يعد تحديًا كبيرًا يتطلب الحكمة وبُعد النظر.

وتطرق الشرع إلى العلاقات المستقبلية بين سوريا والمملكة العربية السعودية، معبرًا عن فخره بالدور الذي لعبته المملكة في دعم الشعب السوري. وأشاد بالتصريحات السعودية الأخيرة تجاه سوريا، واصفًا إياها بالإيجابية للغاية، وأكد أن المملكة تسعى لاستقرار سوريا وتمتلك فرصًا استثمارية كبيرة يمكن أن تسهم في إعادة بنائها.

وأشار الشرع إلى أهمية بناء أوثق العلاقات مع المملكة العربية السعودية، مشددًا على أنها أصبحت القائدة الفعلية للمنطقة. وبيّن أن تحرير سوريا من النظام العلوي يضمن أمن المنطقة والخليج لخمسين عامًا قادمة، ما يعكس حرصه على تعزيز الروابط العربية والخليجية، وإزالة أي معوقات قد تحول دون تحقيق ذلك.

فيما يتعلق بالعلاقات مع إيران، أوضح الشرع أن شريحة واسعة من السوريين تأمل في دور إيراني إيجابي في المنطقة. وأشار إلى أن إدارة العمليات العسكرية قامت بواجبها تجاه حماية المقرات الإيرانية، رغم الظروف الصعبة، متوقعًا أن تُقابل هذه الجهود بتصريحات إيجابية من طهران. ومع ذلك، شدد على تراجع دور إيران وتأثيرها في المشهد السوري، معتبرًا أن ذلك يعلن عن نهاية حقبة سيطرتها وأذرعها المسلحة في سوريا.

أما بخصوص الانسحاب الروسي من سوريا، فقد أكد الشرع أنه يفضل خروج روسيا بطريقة تحفظ مكانتها وعلاقتها مع سوريا، نظرًا لأهميتها كقوة عالمية. لكنه أشار إلى أن تأثير روسيا في سوريا تراجع بشكل ملحوظ نتيجة انشغالها بالحرب في أوكرانيا، مما أضعف وجودها في المشهد السوري.

وعند حديثه عن المرحلة الانتقالية في سوريا، أوضح الشرع أن كتابة دستور جديد قد تستغرق من سنتين إلى ثلاث سنوات، بينما قد تتطلب الانتخابات حوالي أربع سنوات. وأكد أن هذه الفترة ضرورية لضمان استقرار البلاد وإعادة بناء مؤسساتها، مشددًا على أهمية النوايا الصادقة لتحويل هذه الخطط إلى واقع ملموس يشعر به الشعب السوري.

واختتم الشرع تصريحاته بالإشارة إلى أن نجاح جهود القيادة الانتقالية يعتمد على احتواء الجميع والترحيب بمشاركة كل الأطراف. وأكد أن هذا النهج وحده يمنح هذه التحركات المشروعية والمصداقية والفاعلية لتحقيق تطلعات الشعب السوري في الحرية والديمقراطية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى