المقالات

الملك سلمان يعرف أبوي وعمي

اسمحوا لي، أيها القراء الكرام، على هذا العنوان الذي استخدمته لهدف عام وليس للإثارة أو للتفاخر كما يفعله بعض مشاهير منصات التواصل الاجتماعي. بل أردت من خلاله التأكيد على قدرة والدنا وقائدنا، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، حفظه الله ورعاه، على معرفة تفاصيل دقيقة عن أفراد القبائل والعوائل والأنساب في المملكة العربية السعودية، رغم كثرتهم وتنوعهم. إنها إحدى أبرز سمات شخصيته الكريمة والمميزة.

هذه الذاكرة القوية، ما شاء الله تبارك الله، التي لا تخطئ، والاسترجاع السريع للمعلومات، هي من الصفات الرئيسية التي جعلت الملك سلمان قريبًا من قلوب الجميع. كل من يزور الملك سلمان، سواء كان من أهل الرياض، أو من نجد عموماً، أو من أي مدينة أو منطقة أخرى، يُفاجأ بسؤاله الفوري، بابتسامته المعهودة التي لا تفارقه، عن هويته وعن أفراد عائلته. يسأله عن اسمه، ووالده، وعمّه، بل يضيف معلومات قيمة تعكس عمق معرفته الواسعة واهتمامه بالتفاصيل الإنسانية.

لقد كانت لي تجارب شخصية عديدة مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وكنت شاهداً على هذه الخاصية الفريدة التي قلّما يملكها القادة والزعماء. كلما تشرفت بمقابلته، سواء عندما كان أميرًا لمنطقة الرياض، أو وزيرًا للدفاع، أو عندما زارنا في صحيفة الرياض حين كنت صحفيًا بها، كان يسألني عن والدي وعمّي، ويسرد لي معلومات دقيقة عنهم بشكل مذهل.

تلك اللحظات كانت مليئة بالدفء والمودة، إذ تعكس أسئلته اهتمامًا بالغًا وتذكّرًا لشخصيات بارزة في المملكة. إن العلاقة الوثيقة التي تربط الملك سلمان بشعبه تتجاوز مجرد معرفة الأسماء والأنساب. فهي تمتد إلى شعور حقيقي بالانتماء والاهتمام والتواصل في الأفراح والأتراح.

أتذكر عندما توفي والدي وعمّي، رحمهما الله، كان خادم الحرمين الشريفين من أوائل من قدّم لي التعزية عبر اتصال هاتفي شخصي، معبرًا عن حزنه البالغ. وتعذر عن الحضور للتعزية بسبب تواجده في مكة المكرمة، ولكنه بعث برقية خاصة تحمل كلمات مؤثرة.

هذه المواقف تُبرز أن الملك سلمان ليس مجرد قائد سياسي، بل هو شخصية إنسانية فريدة تربطها علاقة عميقة بالشعب السعودي بمختلف شرائحه. فهو يسعى دائمًا لتعزيز الروابط بين أفراد الشعب، ليبقى القائد الملهم الذي يترأس دولة عظيمة بحجم المملكة العربية السعودية، حفظها الله بحبّ واحترام الجميع.

وفي الختام، أسأل الله العظيم أن يديم على خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان الصحة والعافية، وأن يطيل في عمره، ويحفظه ويوفقه وسمو ولي عهده الأمين لمواصلة خدمة الوطن والشعب بكل عزم وإخلاص. كما أدعو الله أن يديم على مملكتنا الحبيبة العزة والرفعة، والأمن والأمان، والرخاء والاستقرار.

د. تركي بن فهد العيار

أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى