عيدان يمران عليّ شخصيًا ويمران على كل من هم على شاكلتي: عيد الميلاد الذي يحتفل به بعض المسلمين مجاملة للغرب على حساب معتقداتهم وأعيادهم الإسلامية، وعيد الميلاد الشخصي المتعلق بيوم الولادة. بالنسبة لي، لم ولن أحتفل بأي منهما لأنني من المسلمين الذين شرع الله لهم عيدين فقط: عيد الفطر المبارك وعيد الأضحى المبارك، ولا ثالث لهما.
عيد الميلاد الذي يحتفل به البعض، وإن كان احتفالاً شكليًا أو مجاملة، لا يهمني كمسلم عربي من أبناء هذا البلد الأمين. إن اتباع الغرب في عاداتهم ومعتقداتهم لا يتوافق مع هويتنا الثقافية والدينية، خاصةً أن الله شرع لنا من العادات والتقاليد ما ينسجم مع ثوابتنا الإسلامية.
هذا العام، تزامن الأول من رجب 1445 هـ مع بداية العام الميلادي الجديد 1 يناير 2025م، ومع ذلك لم يلتفت كثير من الناس لهذا الحدث. إن الاهتمام بما يخص أمتنا وهويتنا أعظم أهمية من تقليد عادات لا تمت لنا بصلة.
لم أحتفل بعيد ميلادي لأنني وغيري ممن هم في جيلي وُحدت تواريخ ميلادنا في بداية حياتنا لتكون في غرة رجب من كل عام هجري. أتذكر أن هذا اليوم كان مرتبطًا بإعلان ميزانية الدولة، التي كنا ننتظرها بشغف لمعرفة أرقامها ومخصصاتها للقطاعات المختلفة.
في منطقة الباحة، منح مدير الجوازات والجنسية آنذاك، حامد الدميني -رحمه الله-، معظم المواطنين سنتين إضافيتين في تواريخ الميلاد الرسمية، مما عجل بدخولنا المدارس الابتدائية وبلوغنا سن التقاعد في عمر الثامنة والخمسين بدلًا من الستين.
أما الاحتفال الحقيقي فهو بما تحققه بلادنا من إنجازات عظيمة في ظل قيادتنا الرشيدة. إن الملك عبد العزيز -رحمه الله- كان رمزًا للوحدة الوطنية والاستقرار، وهو ما نراه مستمرًا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمين.
أخيرًا، أؤكد أن احترامنا لمعتقداتنا وعاداتنا يجعلنا نحظى باحترام الآخرين. وبينما يحتفل العالم بعادات مختلفة، نبقى نحن على تمسكنا بما شرعه الله لنا من أعياد ومناسبات، مستشعرين نعمة الوحدة والاستقرار التي ننعم بها.
انعطاف قلم:
أتذكر في طفولتي، كان معيار القبول في المدارس الابتدائية بسيطًا؛ يُقاس بمدى قدرة الطفل على لمس أذنه اليسرى بيده اليمنى من فوق الرأس، ومن يصل يده كان يحظى بالقبول. يا لها من ذكريات جميلة وبسيطة تعكس طبيعة ذلك الزمن.