أبها : اكد كاتب الرأي والإعلامي “علي العكاسي” أن منتخبنا الوطني صاحب تاريخ طويل ومشوار عريض في ميادين الإنجازات والبطولات وضع له في خارطة الرياضة الإقليمية والقارية مساحة كبرى من الحضور والريادات حتى تجاوزت متابعاته وجماهيريته خارج حدود الوطن وأصبح مثالا وقدوة في المنجز وصناعة النجوم..ولأنه كذلك..فإن علينا ومن خلال مشاركاته ومعطياته عبر سنواته الأخيرة أن نسجل الكثير من التوقف والعتب..!وخروجه اليوم من بطولة خليجية جديرون بزعامتها عطفا على الاهتمامات الذي تقدمه الدولة لهذا الجهاز وحضوره الجماهيري الطاغي الذي يتفرد عن غيره بالمنطقة على الأقل..نعم. خروجه بهكذا مستوى ونتائج من هذه المسابقة يجعلنا وبحق نحمل كامل المسؤوليات لجهاز كرة القدم السعودية..سبع سنوات ومنتخبنا الوطني خارج البطولات..تغير المدربون وتغيرت أسماء اللاعبين والمستوى الفني والنتائجي لم تتغير بل يتراجع وبشكل مخيف وغير مطمئن..قد ننتقد الجهاز الفني وقد نتتقد أداء أو سوء الاختيار لبعض اللاعبين..ولكنها ليست كل المشكلات في عملية مثل هذه الإخفاقات..!هناك خلل حقيقي في معالجتها والذي يبدأ وينتهي من خلال المنظومة الإدارية..فلديها الصلاحيات في البناء والمعالجات..قد يأتي في طليعتها منح كامل المسؤوليات للأجهزة الفنية..والاتجاه للموهبين والواعدين والمؤثرين في بقية الدوريات المحلية في يلو وفي غيره..
كذلك..عدم الاستفادة من الضخ المالي على الفئات السنية في الأندية وكذلك الأكاديميات..قد نحتاج إلى تقنين مشاركة اللاعب الأجنبي في دورينا حتى نكتشف المغيبين من مواهبنا في دكة الاحتياط..
اخيرا..خروجنا من كأس الخليج..لا تقف على ضعفنا الدفاعي ولا على أعذار الانسجام بين الفريق ولا على إخفاقات المدربين..لدينا استحقاقات آسيوية بعد ثلاثة أشهر ولدينا طموحات كبرى في كأس العالم الذي ستسضيفه بلادنا.. ولدينا مدرجات عاشقة وساخنة تتفوق بحسها وثقافتها وتطلعاتها عن غيرها..مؤملون ومتفاؤلون ومعقودون بالأمل بالاستفادة الحقيقية من الإخفاقات وحتى المفاجآت فهي وقودنا للنجاحات..صقورنا الخضر علامة فارقة في القارة الآسيوية وجدير بعودته فارسا في مقدمة المتسابقين.
إلى ذلك أشار علي جبلي الإعلامي الرياضي ووسيط لاعبين إلى مستوى المنتخب السعودي من عدة سنوات يشهد هبوطا كبيرا وتراجعا مخيفا وذلك لعدة أسباب : منها زيادة عدد اللاعبين الاجانب إلى 8 مما قلل من فرص مشاركة اللاعب السعودي أساسيا ؛ والتدخل في تشكيلة المنتخب السعودي بفرض لاعبين إحتياط في أنديتهم وإهمال لاعبين مميزين ؛ والتركيز على لاعبي نادي واحد أو ناديين وإهمال لاعبي بقية الاندية والدرجات ؛سوء إختيار المدربين للمنتخب السعودي كما حدث مع هرفي ريناد وعودته الغير موفقه بعد أن تخلى عن المنتخب في مرحلة صعبة وذهب لتدريب فريق سيدات ؛ السبب الرئيس الأكبر هو ضعف الإتحاد السعودي الحالي وسوء إدارته وسوء نتائجه من ست سنوات وأول الحلول مغادرته بالإستقالة أو الاقالة . والتركيز على لاعبين كبار في السن ومجالتهم رغم بلوغ البعض سن 36 سنة على حساب لاعبين موهبين آخرين ينتظرون فرصة الإختيار وتمثيل الوطن .
وفي ذات السياق أشار الإعلامي الرياضي محمد علي ال شامي إلى ان المنتخب السعودي يمر بأضعف حالاته والحقيقة أن هناك بعض اللاعبين الذين انتهت البطولة بالنسبة لهم منذ الرد على تصريحات يونس محمود ، شاهدنا منتخب هزيل في ثلاث مواجهات ومعقول نوعاً ما ضد العراق، وهي استمرار لضعف المستويات في المنافسات السابقة ، نحترم جميع المنتخبات المشاركة والمنافسة لنا ولكن هذا الظهور المخجل لمنتخبنا لابد أن يتبدل بالكثير من القرارات القوية التي يجب أن تتخذ من الجهات المسؤولة عن المنتخب، هناك أزمة حقيقة ويجب معالجة الأزمة ووضع خطة طوارئ عاجلة.
إضافة إلى هناك قرارات خاطئة من مدرب المنتخب إيرفي رينارد سواء في عدم اختياره للأسماء التي تستحق الانضمام للمنتخب والاعتماد على الأسماء المستهلكة، أو عدم البداية بالتشكيلة الصحيحة في المبارايات وعدم قرائته الفنية للمباراة بإجراء تغييرات صحيحة.
أخيراً ، هناك أسماء تستحق أن تعطى الفرصة كصالح العمري ويوسف الأحمد وعبدالفتاح آدم ونواف الصعدي وجهاد ذكري وعبدالرحمن العبود وعبدالإله الخيبري ومحمد أبو الشامات ، ويجب علينا إلغاء أكذوبة أن لاعبين منتخبنا احتياط.
من جهته تمنى المحاضر الآسيوي والمدرب السعودي يحيى جابر أن يتم إعادة النظر في عمل خطة استراتيجية فنية وإدارية للمنتخب الوطني شرط أن تكون جميع الأجهزة وطنية وبعقود طويلة الأمد دون تدخل في فني في تخصصاته لضمان نجاح المهمة، واشار:” يوجد لدينا مالايقل عن 200 مدرب حاصل على درجة البرو PRO وعلى أعلى درجة علمية وثقافية وروح وطنية عالية، إضافة لحوالي 1500 مدرب حاملي شهادات ال C,B,A يستحقون العناية وأن يمارسون دورهم الفعال والمستحق دون منه من أحد، وأن يكون مع هذه الأجهزة أجهزة إدارية واعية ومؤهلة بشرط أن يكون لديهم شهادة دكتوراه في الادارة الرياضية”، وعن خروج الأخضر قال:” خسر منتخبنا الذي صرف عليه مبالغ كبيرة للغاية وجهاز فني وإداري مكلف جداً من منتخب عمان الذي يشرف عليه مدرب عماني ولاعبين يقاتلون وبأقل التكاليف وبروح عالية جداً، لأن المنتخب العماني يحترم مدربيه الوطنيين ويخطط بشكل جيد وبهدوء، وأعتقد أنه العمانيين بدؤوا في هذا الإتجاه منذ 30 عام بالذات الفئات السنية، كما أن منتخب الكويت خرج بشرف وبرز في هذه البطولة، أما المنتخب البحريني فقد كان شعلة البطولة والمرشح الابرز لتحقيق البطولة رغم قلة التكاليف المالية المصروفة على الفريق وعدم وجود دوري قوي”.
ورشح جابر المنتخب البحريني للقب البطولة مع اعتقاده أن يلعب العماني مباراة كبيرة وليست خالية من المفاجآت.
وفي سياق متصل قال : عبدالرحمن عاطف رئيس جمعية عين الإعلامية في البداية نبارك للمنتخبين البحريني والعماني وصولهم إلى نهائي كأس خليجي ٢٦ كما نبارك للأخوة في الكويت الشقيقة التنظيم الجميل والبارع لهذه البطولة المميزة الغالية علينا جميعا ؛ منظومة المنتخب السعودي من اتحاد كرة وجهاز فني وإداري ولاعبين يتحملون خسارة الخروج من هذه البطولة عطفا على المستويات الباهتة والمتواضعة التي لا تليق بسمعة الكرة السعودية منذ أول مباراة خاضها أمام البحرين الشقيق .
إضافة إلى أن عودة رينارد لتدريب المنتخب كانت خطوة غير موفقة ابدا كونه لم يضف أي جديد للمنظومة وشاهدنا ذلك واضحا وجليا على أداء المنتخب من شرود ذهني وتوهان وضعف لياقي وإعداد بدني حتى أمام بعض المنتخبات ذات المستويات المتواضعة والتي لاتملك اي تاريخي رياضي عريق و تمنى ” عاطف ” ان يعاد تشكيل الاتحاد السعودي لكرة القدم بناء على الكفاءة والمهنية بالإضافة إلى الجهازين الفني والإداري وفيما يخص الاعبين فمن الضرورة ان يخصص أكاديمية واستقطابات ومسار للاعبي المنتخب بعيدا عن الأندية شاكرا لصحيفة مكة إتاحة هذه الفرصة للحديث عن المنتخب السعودي