العالم الفيلسوف غياث الدين أبو الفتوح عمر بن إبراهيم الخيام، شاعر فارسي مسلم، ولد في مدينة نيسابور، عاصمة مقاطعة خراسان، عام 440هـ الموافق لعام 1048م. وقد ورث الخيام اسمه من والده الذي كان صانعًا للخيام. تخصص في مجالات عديدة، منها الرياضيات، والفلك، واللغة، والفقه، والتاريخ. ويُعتبر أول من اخترع علم حساب المثلثات، وصنّف المعادلات الجبرية إلى معادلات مفردة وأخرى مقترنة.
لاحقًا، اهتم العديد من علماء ومفكري الغرب بإنجازاته العلمية والأدبية، وبنوا عليها واستفادوا منها خلال عصور التنوير. ومن أبرز أعماله العلمية كتاب “رسائل الخيام الجبرية”، الذي يُعد أحد أكثر الكتب تأثيرًا في تاريخ الفكر الإنساني.
أما في مجال الشعر، فقد نظم عمر الخيام قصيدته الشهيرة “الرباعيات”، التي ترجمها الكاتب والروائي الأمريكي “فيتزجيرالد” إلى الإنجليزية بعد مرور نحو 800 عام على كتابتها. وقد وصف فيتزجيرالد هذه القصائد بأنها “شعر معجزة في معانيه التأملية وإيقاعاته الموسيقية”.
ورغم أنه لم يكن محترفًا للشعر، بل عالِمًا في الفلك والرياضيات، إلا أن عمر الخيام كان عالِمًا موسوعيًا كغيره من علماء عصره. تميزت قصائده بأسلوب “الرباعيات”، وهو نوع من الشعر اشتهر به العرب، خاصة في الأندلس. تتألف كل رباعية من أربعة أشطر، الأول والثاني والرابع منها على قافية واحدة، بينما الشطر الثالث على قافية مختلفة، كما في المثال التالي:
يا علم الأسرار علم اليقين… يا كاشف الضر عن البائسين
يا قابل الأعذار عدنا إلى… ظلك فأقبل توبة التائبين
بهذا الأسلوب الفريد، ذاع صيت عمر الخيام غربًا قبل أن يتردد صدى شعره شرقًا.
وقد كان لعمر الخيام تأثير كبير في العالم العربي أيضًا، حيث أبدعت أم كلثوم في غناء قصيدة “رباعيات الخيام” عام 1950م على مسرح الأزبكية في القاهرة. ترجمت الرباعيات إلى العربية على يد الشاعر المصري الكبير أحمد رامي، الذي تعلم اللغة الفارسية في جامعة “السوربون” الفرنسية. صدرت الطبعة الأولى من ترجمة الرباعيات عام 1924م، وقام الموسيقار الكبير رياض السنباطي بتلحينها على مقام الراست الموسيقي، مما أسهم في انتشارها الكبير في مصر والعالم العربي.