المقالات

البروفيسور خالد الغامدي.. قامة علمية ورمز للعطاء

منذ أن كنت طالبًا يافعًا في كلية العلوم، حظيت بشرف المعايشة مع أحد أبرز أعلام الأكاديمية في وطننا، البروفيسور خالد بن محمد الغامدي، أستاذ المكافحة الأحيائية والخبير العالمي في علوم الحشرات والآفات. لقد كانت تجربتي معه ملهمة، وأصبح نموذجًا يحتذى به في حب العلم والاكتشافات وخدمة الطلاب.
على مدى السنوات، شهدت العديد من إنجازات البروفيسور الغامدي التي تركت أثرًا كبيرًا في مسيرتي الأكاديمية. فقد أمضى عقودًا في البحث والتطوير، محققًا إنجازات ساهمت في تعزيز مكانة الكلية والجامعة.
إنجازات علمية متميزة
من أبرز إنجازاته تحقيق الاعتماد الأكاديمي الوطني والدولي لبرامج البكالوريوس في الكلية، بالتعاون مع العمداء ومنسوبي الكلية، مما أسهم في تحسين جودة التعليم والبحث. كما حصلت الكلية تحت إشرافه على المركز الثاني في مسابقة الشراع الذهبي، وهو إنجاز يعكس روح المنافسة والتميز التي زرعها في نفوس طلابه.
إنتاج علمي غزير
قدّم البروفيسور الغامدي إسهامات علمية بارزة من خلال نشره أكثر من 150 ورقة علمية محكمة، بالإضافة إلى إصدار مجموعة من الكتب المتخصصة في مجال علوم مكافحة الآفات، والتي رعتها وزارة الدفاع كمرجع وطني مهم. إن هذه الأبحاث لم تعزز المعرفة في مجاله فحسب، بل ساهمت أيضًا في تطوير أساليب المكافحة الحديثة وتحسين جودة الحياة في المجتمع.
دعم الطلاب والمجتمع
لم يكن البروفيسور الغامدي مجرد أستاذ أكاديمي، بل كان أيضًا مرشدًا وداعمًا لطلابه، معروفًا بكلمته الشهيرة “أبشر يا بني من عيوني”. كان يسعى دائمًا لتوفير بيئة تعليمية ملهمة، مما جعل الكثير من الطلاب يشعرون بالراحة والثقة في طرح أسئلتهم واستفساراتهم. لقد كرس جهوده لتطوير مهاراتهم وتعزيز فهمهم للمواد العلمية.
تأثيره على الوطن
من خلال خبرته الواسعة، ساهم البروفيسور الغامدي في العديد من المشاريع البحثية المتعلقة بمكافحة الآفات ونواقل الأمراض، مما كان له تأثير مباشر على الصحة العامة في وطننا، خاصة في محافظة جدة والعاصمة المقدسة. إن إسهاماته في هذا المجال تبرهن على التزامه العميق بخدمة المجتمع وتحقيق رفعة الوطن.

إن البروفيسور خالد الغامدي هو رمز للعلم والعطاء، حيث بدأ مسيرته كمعيد حتى أكمل خدمته بكل شرف واعتزاز. لقد ترك بصمة واضحة في قلوب طلابه وزملائه. إنني فخور بأنني عشت تلك التجربة الغنية بجانبه، وأدعو الجميع للاستفادة من إرثه العلمي والإنساني.
فحب العلم والاكتشافات هو ما يميز البروفيسور الغامدي، وهو ما يجب أن نواصل السير على دربه. وعزاؤنا أن البروف أبا محمد، منذ أول يوم بعد التقاعد الرسمي، نفض مكتبه ليعود بالتركيز على مشاريعه العلمية وخدماته الاستشارية للوطن.

أ. د. فيصل الحريري

استاذ بكلية العلوم بجامعة الملك عبدالعزيز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى