في خطوة تعكس الاهتمام المتزايد بالتراث الثقافي وافق مجلس الوزراء السعودي الموقر على تسمية عام 2025 بـ”عام الحِرف اليدوية” وهو إعلان يعكس الاهتمام الكبير بالحفاظ على هذا الإرث الثقافي الغني وتسليط الضوء على إبداع الحرفيين السعوديين.
تمثل الحرف اليدوية جزءاً أصيلاً من الهوية الثقافية للمملكة العربية السعودية فهي تجسيد لقصص تاريخية تمتد لعقود ورمز للصبر والدقة والإبداع. وتشمل هذه الحرف صناعات مثل النسيج والسدو وصياغة المعادن والخزف وحياكة السجاد والنقش على الخشب. ورغم التطور التقني الذي يشهده العالم تظل هذه الحرف شاهداً على مهارات الحرفيين السعوديين وابتكاراتهم.
ويأتي “عام الحِرف اليدوية” كفرصة استثنائية لعرض المهارات الإبداعية للحرفيين السعوديين على الساحة الدولية. من خلال الفعاليات والمهرجانات والمعارض المقررة لهذا العام حيث سيتاح للعالم التعرف على التنوع الفني والثقافي الذي تُقدّمه المملكة. كما ستقدم الحرف اليدوية بوصفها صناعات إبداعية تجمع بين الحرف التقليدية والتقنيات الحديثة.
ولا يقتصر الاحتفاء على إبراز التراث فقط بل يهدف أيضاً إلى تمكين الحرفيين ودعمهم اقتصادياً.
وسيتضمن العام برامج تدريبية وورش عمل لتطوير المهارات إضافة إلى مبادرات لتسويق المنتجات اليدوية عبر منصات إلكترونية وعالمية. ويتوقع أن يسهم ذلك في تعزيز الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل للشباب والشابات المهتمين بتعلم هذه الفنون.
ويمثل “عام الحرف اليدوية” رسالة للعالم بأن المملكة ليست فقط دولة تسير بخطى واثقة نحو المستقبل من خلال المشاريع التنموية الكبرى لكنها أيضاً حريصة على المحافظة على جذورها الثقافية. ويعكس هذا العام الالتزام بتعزيز مفهوم “الثقافة كقوة ناعمة” لتسهم في تعزيز الحوار الثقافي بين الشعوب.
ويتماشى هذا الإعلان مع رؤية المملكة 2030 التي تسعى لتعزيز الهوية الوطنية وتطوير القطاعات الثقافية والإبداعية وإبراز الإرث الحضاري السعودي. كما يهدف إلى وضع المملكة في مكانة ريادية كوجهة عالمية للصناعات الإبداعية.
يشكل “عام الحرف اليدوية” محطة مهمة للاحتفاء بالهوية الثقافية السعودية وتعزيز مكانة الحرفيين السعوديين.
ومن خلال هذه المبادرة يبرز التراث الوطني كجزء لا يتجزأ من النهضة الشاملة التي تشهدها المملكة ليبقى حاضراً في الأذهان ومستداماً للأجيال القادمة
• عضو هيئة تدريس – جامعة المؤسس