المقالات

الجمعية العمومية “لا تهش ولا تنش”

همس الحقيقة

مع كل إخفاق يمر به المنتخب السعودي، تتعالى الأصوات المطالبة برحيل رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، ياسر المسحل، من دون أن تشمل المطالب بقية أعضاء المجلس. والسبب وراء ذلك – كما يبدو – هو قناعة النقاد والجماهير بأن الأعضاء الآخرين لا يملكون تأثيرًا حقيقيًا، وكأن وجودهم أشبه بالعدم أو “تكملة عدد”.

هذه القناعة ليست وليدة اللحظة، بل هي نتيجة تراكمات قديمة تشكلت في أذهان الإعلام والجماهير الرياضية، بسبب أحداث مشابهة أدت إلى إقالات واستقالات عديدة لرؤساء اتحادات ومدربين على مدى السنوات.

حتى على مستوى الجمعيات العمومية، سواء في المنتخبات أو الأندية، يراها الكثيرون مجرد “كيانات صورية” لا تؤدي دورها الحقيقي. ومع أننا في عصر القانون والحوكمة والشفافية والعمل المؤسساتي، نجد بلادنا تطورت في كل المجالات إلا أن القطاع الرياضي ما زال يعتمد على فكر أحادي وسياسة الرجل الواحد، مما يعوق تحقيق التطور المنشود.

أزمة هذه الكيانات تكمن في كون الأنظمة الحالية مجرد “حبر على الورق”، غير مفعلة على أرض الواقع. فالإخفاقات التي مرت بها الكرة السعودية لم تواكبها اعتراضات أو مطالبات بعقد اجتماعات طارئة لمناقشة الأسباب أو القرارات الانفرادية التي لم تحقق أهدافها.

السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل من المعقول أن جميع الأعضاء راضون تمامًا عن عمل اتحاد القدم الحالي؟ الإجابة تبدو واضحة: ليس لهم من الأمر شيء.

لو كانت هذه الأنظمة مفعلة ومرتكزة على العمل المؤسسي، مع مناقشة جادة ومحاسبة حقيقية، لما تكررت هذه الإخفاقات. وبالتالي، يرى البعض ضرورة إعادة النظر في دور الجمعيات العمومية التي “لا تهش ولا تنش”، وما ينطبق على الجنعيات ينطبق على اتحاد الكرة.

في الختام، لا ينبغي لوم المسحل وحده، فالخلل أكبر وأعمق من فرد واحد. المشكلة تكمن في نظام يحتاج إلى إصلاح شامل، وإلا فإن الإخفاقات ستستمر “حتى إشعار آخر” وسلامة فهمكم..

عدنان جستنية

كاتب وناقد صحافي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى