العاطفة والمزاجية لعبتا ولا تزالان تلعبان دورًا مؤثرًا في تراجع المستويات والنتائج السلبية التي دائمًا ما يخرج بها المنتخب الوطني في العديد من البطولات والمناسبات الرياضية المختلفة.
رأينا ذلك في مونديال قطر 2022 عندما تعاملنا بحالة من الفرح العاطفي بعد الفوز على الأرجنتين، والذي انعكس بخسارتين متتاليتين جعلتنا نتذيل ترتيب المجموعة ونغادر النهائيات مبكرًا. وتكرر المشهد نفسه في نهائيات كأس آسيا التي غادرناها بعد سلسلة متواضعة من المستويات والنتائج المخجلة.
هذا التراجع لم يكن ليحدث لولا سوء العمل الفني والإداري المحيط بالمنتخب السعودي، الذي للأسف بات على هامش المنافسة والإنجازات. العاطفة والمزاجية أصبحتا سمة ثقافية لدى اللاعب السعودي، وهي داء عمّق الجراح في جسد المنتخب والكرة السعودية.
رغم هذه الإخفاقات المتكررة، لم نر أي بارقة أمل في تصحيح الأخطاء أو وضع استراتيجيات بديلة تعيد المنتخب إلى مساره الطبيعي. بدلاً من ذلك، نجد مسارًا مكررًا من الأعذار والوعود الوهمية والتبريرات التي تبدأ وتنتهي بالصيغ نفسها.
في كل مرة يظهر لنا رئيس اتحاد الكرة، الأستاذ ياسر المسحل، وأمين الاتحاد، محمد القاسم، ليقدما الأعذار ويعلنا تحمل المسؤولية. لكن ماذا استفاد المنتخب من هذه التبريرات المتكررة؟ الوضع هو نفسه، والنتائج هي ذاتها: إخفاق يجر إخفاقًا.
المنتخب السعودي لا يحتاج إلى عبارات اعتذار مؤقتة ومكررة لامتصاص الغضب الجماهيري، بل يحتاج إلى شجاعة الاستقالة وترك المجال لمن يمتلك الشغف والخبرة والقدرة على تحقيق التوازن المطلوب، وإعادة المنتخب إلى قوته ومكانته الطبيعية كمنافس وبطل.
لقد مُنحت الفرصة كاملة لهذا الاتحاد، لكن برغم مرحلتيه الأولى والثانية لم ينجح. الإخفاقات المتوالية التي أضعفت المنتخب وشوهت تاريخه ليست إلا دليلًا واضحًا على الفشل الذريع.
آن الأوان لإنهاء هذا المسار الخاطئ، والعمل على ولادة إدارة جديدة تضع مصلحة المنتخب فوق أي اعتبار. الكرة السعودية تستحق عملًا إداريًا سليمًا يعيدها إلى القمة، ويحقق تطلعات الجماهير.
وسلامتكم.