المقالات

٢٠٢٥ الأجمل

ينتمي كلام العام الماضي إلى العام الماضي، وينتظر كلام العام الجديد صوتًا آخر.”

الحياة بطبيعتها ديناميكية متجددة، تسير في مسار لا يعرف التوقف، وفي هذا السياق تبرز قيمة “الجديد” كعنصر أساسي يضفي على الوجود معنى، يمنح الإنسان دوافع للاستمرار. فالجديد ليس مجرد تغيير في المظاهر أو الأشياء، بل هو امتداد لروح الإبداع والسعي نحو الأفضل.

ولعلنا هنا نقف على العام الجديد بخلق الجديد ذاته في كل شيء، وحتى فيما لا يرى الآخرون جديدًا، وربما هو الإبداع الذي نطمع أن نشكّله ونرسمه وندل عليه ويدل علينا، ونلتزم مسيرة في دعوات الوقوف على أعتاب الماضي والتواريخ الفائتة.

اصنع مع ٢٠٢٥ جديدًا في بناء نفسك من الداخل، والبحث عن جديد تملأ به ذاتك في سبيل التعلم، ومنح الخبرة في مسارك المهني والعملي، وصناعة الجديد في مواجهة الإنسان لأعداء الإنسان.

مواجهة الإنسان لكل تفكير لا يبني أو ربما يقلل من إمكانيتك في البناء وإحداث الجديد، مما تعدد أثره وذاع خبره واشتهر خيره وألهم غيره، وسطر باحترافية ما عجز المبطلون.

مداركك وبُنيات وعيك تأخذ طورًا جديدًا في هذا العام، وبات الحمل أكبر في توسيعها وتنميتها، وتسخير الإبداع في تجربة الإبداع.

شغف الإنسان ينتظر التاريخ الفاصل لخلق نقطة انتعاش سبقها ركود، وتوقيت إطلاق خلفًا لحالة الجمود، لتبدأ الرغبة في اكتشاف ما يمكن أن يخلد نفسه ويصنع مستقبله. لعل هذا التاريخ وقت يبعث الفرصة الفعلية والخطوة العملية لبعث مجدد الشغف وتوبيخ القعود ورمي آخر ورقة من الماضي.

أحب الجديد وأهتم له
وكلي شغوف بما أصّله
أرى فيه جمع شتات عدا
وبقعة ضوءٍ لمن أمّله
وداعًا قديمي بلا دمعة
فاللفرْح دمعٌ به نبذله
لآخر يوم بعامي القديم
سأشكر ما جدّ في أوله

من باب الإنصاف، لا يكتمل مذاق الجديد دون التحديات، ومثالية العيش لم تكن يومًا من قوانين الأرض، ولكن لنُوَطِّن أنفسنا أن الحياة تحتمل هذا وذاك، ولكن الله غالب على أمره، وفي كل تحدٍّ نعيشه يكتنز في داخله نجاحًا وهبة وابتسامة وفوزًا والكثير مما تعجز أنفسنا عن تصوره، ولكن الله لا يعجزه شيء.

الظن الحسن هو عربون صداقة مع إلهام الجديد، ويقين نهديه لأنفسنا قبل أن يكون عبادة، وبما أن الفرص لا تتكرر، فالعام الجديد فرصة لخلق نوع من العلاقة الجديدة معه، وصحح بالحب والتفاؤل ما أعجزك العام المنصرم.

الخاتمة
الخوف من المجهول في نظري جريمة كبرى في حق الزمان والمكان والروح والمحيط، فاستغفر من الخوف، وامنح العام الجديد فرصته، وكنْ الصوت الآخر في عام ٢٠٢٥.

رياض بن عبدالله الحريري

كاتب وصانع محتوى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى