بالمختصر، لا تقسوا على نجوم المنتخب ، وخصوصًا ثنائي وسط الدفاع ، علي البليهي والتمبكتي ، لطالما أمتعونا بأدائهم المتميز. ولكن علينا أن ننظر إلى الظروف المحيطة بالمنتخب.
هناك عوامل عديدة أثرت على الأداء، أولها تطور مستوى المنتخبات الخليجية والآسيوية، حيث لم يعد هناك منتخبات ضعيفة وأخرى قوية؛ بل أصبحت المستويات متقاربة جدًا. ثانيًا، العامل البدني، حيث تتمتع العديد من المنتخبات المنافسة بلياقة بدنية عالية تمكنها من اللعب بنفس الأداء طوال 90 دقيقة. بالإضافة إلى ذلك، تغيير المدربين في أوقات حرجة أثر على استقرار الفريق.
أنا متابع لكرة القدم منذ أكثر من 40 عامًا، وخاصة الكرة العالمية، وأرى أن نجومنا الصاعدين يشكلون نواة واعدة لمنتخب قوي في المستقبل. بناء منتخب منسجم ومتماسك هو من أهم المهام التي يعمل عليها أي مدرب محترف. انظروا إلى منتخب إسبانيا، كيف حقق كأس العالم عندما اعتمد على نجوم صاعدين مثل إنييستا، تشافي، راموس، وفيا، وجعلهم نواة لمنتخب قوي.
بكل صدق، لدينا منتخب رائع ونجوم صاعدون، ومع تحقيق المزيد من الانسجام وبذل الجهد، سنمتلك منتخبًا قويًا. ومع ذلك، يجب التركيز على الأدوار الأساسية للاعبين، خاصة الأظهرة، حيث يؤدي التقدم المستمر لهم إلى إهمال دورهم الدفاعي الأساسي.
أخيرًا، همسة إلى نجمنا العملاق وقائد المنتخب، سالم الدوسري: مع حبنا الكبير لك وتقديرنا لموهبتك، إلا أنه لا يجب أن تنشغل بنجوميتك عن دورك الأساسي في تنظيم الفريق داخل الملعب. على سبيل المثال، الهدف الذي جاء من كرة ثابتة كان يمكن تفاديه لو تم تنظيم حائط الصد بشكل أفضل. أين كنت يا كابتن من ترتيب صف الحائط؟ ولماذا لم توضع لاعب بشكل أفقي خلف الحائط لصد الكرات الزاحفة؟
في النهاية، أمامنا تحدٍ كبير بالتأهل إلى كأس العالم. يجب على الجميع الآن تأجيل المطالبات والتركيز على دعم المنتخب. فلعل هذه الهزيمة تكون فرصة لمراجعة السلبيات ودراستها بشكل فني وإداري متأنٍ. بعد الرياح العاصفة يأتي المطر. شكرًا لنجوم منتخبنا على الأداء الرائع رغم النتيجة ، فالكرة في النهاية أهداف.
•استاذ الإعلام الدولي